متأهبًا ليهوى بها نحوها
أغمضت “إيمان” عيناها مستعدة لما قرر أن يعاقبها به، فإذا بها تشعر بقبضةٍ أخرى تنتزع قبضة “مالك” عنها بقوة مرعبة …
فتحت عينيها من جديد و حدقت لتجد “مراد” يتدخل للمرة الثانية، ممسكًا قبضة “مالك” التي كانت تهصر ذراعها، و أيضًا يده الحرة قد إلتقطها من الهواء فصار يمسكه من الإثنتين و هو يتراجع به بعيدًا عنها صائحًا بخشونة :
-انت.. بتمد إيدك عليها. و في وجودي !!!!
تخلّص “مالك” من قبضتيه مغمغمًا من بين أسنانه :
-و عليك انت نفسك. وريني هاتعمل إيه …
استفحل غضب “مراد” و استقبل لكمة “مالك” في قبضة يده، ثم ألقى لكمته هو على وجه الشاب.. ارتد “مالك”
للخلف مع انطلاق الصراخ من فم “إيمان”
نظر نحو “مراد” و قد سعّر الحقد كل عضلة في جسمه، قفز نحوه مستعدًا للعراك كليًا و بدافع أكبر الآن، ولكن هيهات، كان فقد بدا مثل موجةٍ عاتية تحاول كسر صخرة !
صد “مراد” لكمة أخرى منه، و أمسك بياقته و رماه في أرجاء المدخل، اصطدمت رأسه “مالك” بالجدار الرخامي، تحسس أسفل حاجبه بعد أن أحس بدفءٍ، فإذا به يرى دماءً تخضّل أنامله …
-يابن الـ×××××× ! .. سبّه “مالك” بلفظٍ نابي
انفجر داخله من الغيظ و إندفع صوب “مراد” مجددًا، هذه المرة أصابه في وجهه، فشعر “مراد” بالطعم الصادئ للدم بفمه، إلا إنه أيضًا لم يفلته …
-خليك راجل للآخر و اتحمل نتيجة إللي قلته و إللي عملته ! .. قالها “مراد” مزمجرًا و قد تحوّل وجهه إلى كتلةٍ نارية
و بغتةً رفع ركبته و ضرب “مالك” في منتصف معدته، انحنى “مالك” صارخًا، فثنى “مراد” مرفقيه و ضربه مؤخرة رأسه ليسقط على وجهه فورًا
في الجهة الأخرى لا يزال صراخ “إيمان” الملتاع يصدح و يملأ المنزل كله، لكن هذا لم يوقف “مراد” و لو شبرًا.. مد
يديه و أمسك بثياب “مالك” حتى أوقفه قبالته من جديد
أرجع قبضته ليسدد له لكمة أخرى، لكنه أحسّ بذراعين قويين يمسكان به من الخلف، ثم سمع صوت “أدهم” الحازم :
-إيه إللي بتعمله ده يا بيه يا محترم. انت اتجننت !!؟؟؟
لم تمر لحظاتٍ أخرى إلا و انضمت أصوات النساء، ميّز صوت أمه و خالته، لكنه لم يلتفت، بل تشنج أكثر و هو يصيح بغضبٍ عارم :