-بس كده ! .. قالها “مراد” بمرونةٍ و هو حتى الآن لا يعيّر “مالك” أدنى اهتمام
كانت نظرات “إيمان” مُركزة على زوجها الآن، و لو أن صفته الجديدة غير مقبولة بالنسبة لها بعد، أُشرب الرعب في قلبها و هي تحدق في وجه “مالك”.. سكونه و صمته يثيران الذعر… فأما عيناه المركزتان الآن على المواضع التي
كان “مراد” يلمسها من جسد زوجته.. تشعر “إيمان” و كأن نظراته تلك كالرصاص يثقبها و يحرقها !!!
-مالك ! .. بالكاد استطاعت أن تنطق اسمه و قلبها يخفق وجلًا
شاهدته “إيمان” و هو يدق يطحن فكّه و نظراته كما هي على جسدها، حتى رفع عينيه أخيرًا و نظر إليها، لم يكن
“مراد” هو الهدف الآن.. بل هي !
انطلق فجأة و سار نحوها بخطواتٍ نزقة، كلما اقترب منها خطوة كلما ازداد الغصّات بحلقها و صعّبت عليها التنفس، شعرت بدوارٍ طفيف و لم يعد يفصله عنها سوى خطوتين.. كان يمد يده مشهرًا عنفًا صريحًا و قد
استعدت هي له شاخصة العينين
و لكن ما لبثت فجأة أن وجدت حائط يقف أمامها
حائط طوله ستة أقدام.. يتشح بقميصٍ رمادي و تفوح منه رائحة خليط بين الحامض و التفاح الحلو …
مراد !
صنع حائل بينهما الآن و لا يبدو عليه نيّة الابتعاد ؛
أطلق “مالك” نظرات الشرر إلى عينيّ غريمه قائلاً بغلظة :
-ابعد !
-ابعدني !! .. قالها “مراد” و في عينيه تحدي واضح
انتفض فكّ “مالك” و هدرت حشرجة مخيفة من صدره، حاولت “إيمان” درء “مراد” بعيدًا عنها و هي تقول :
-لو سمحت يا مراد إوعى من قدامي. لو سمحت كفاية. كفاية كده !
تجاهلها “مراد” و كأنها لم تتكلم و تابع كلامه إلى الشاب اليافع جدًا أمامه :
-عايز إيمان ؟ لازم تعديني أنا الأول !
نفث “مالك” أنفاسه الحارة عبر فتحتيّ أنفه، العنف و الغضب يغليان بشرايينه، لم يحتاج أن يفكر مرتين، فهو بالفعل مُثار منذ رآه يضع يديه اللعنتين على ما يخصّه، و الأدهى أن الأخيرة أظهرت خضوعًا و انسجام سحق عقله …
-إوعى بقى بقولك !!! .. صرخت “إيمان” منفعلة و هي تدفع “مراد”
و كأنها شعرت بناقوس الخطر، رغم أن ابعاده كان مستحيلًا، لكنه أذعن لرغبتها، و ليت هذا خفف من جموح الأخير.. فما إن صارت في متناول “مالك” حتى دفع يده إليها و شدّها بوحشيةٍ من ذراعها، ثم رفع يده الأخرى عاليًا و