الضغط عليها نفسيًا شديد الوطأة
من كل الجهات، و كأن العالم يتآمر ضدها من جديد، اليوم ليس يوم حظها مثل سائر أيامها السابقة، ابتداءً من استيقاظها على خبر وصول خالتها، و محادثتها المخزية مع زوجة أخيها، وصولًا إلى تلك اللحظة التي تجد نفسها
مضطرة إلى لعب دورها في مسرحية زواجها الهزلية ؛
إلى أين هي ذاهبة بحق الله ؟
هل حقًا تتخيّل بأنها عروسًا لـ”مالك” ؟
تعطي نفسها الحق للخروج معه لأجل جمع قطع أثاث منزلهما !!!
كل هذا بدون فائدة.. كل هذا مدعاة للشفقة و السخرية
و نهاية هذا الأمر، تخيفها، لا تستطيع إلا تصوّر أكثر السيناريوهات سوءًا …
تنهدت “إيمان” و استأنفت النزول بالمصعد بعد أن قضت قرابة الخمس دقائق بمفردها، و إن كانت قد كذبت أمام أمها و أدّعت بأن “مالك” و أخته قد أتيا، لم يحضرا بعد.. لكنها كانت بحاجة للإنفراد بنفسها تمامًا قبل أن تراه هو بالذات، لا تريد أن يظهر عليها أيّ شيء يثير تفكيره عنها مطلقًا
إنفتح المصعد بالطابق الأرضي، و إلتقت “إيمان” بآخر شخص فكرت أن تراه في الزمن القريب، اصطدمت مباشرةً برؤية “مراد”.. و إذ بدا كأنما يحاول استدعاء المصعد بلا جدوى !
لحظة أن رآها بدوره تفاجأ مثلها، وقفا الإثنان قبالة بعضهما جامدين، لم تقوَ على تجاهله، مظهره الجديد كليًا
استرعى اهتمامها
كان يرتدي قميصًا رمادي متناسق مع لونه عيناه الحادتين، و سروالًا من الجينز الغامق، كان قميصه بداخل السروال و هذا
جديدٌ عليه، يحيط بخصره طوق من الجلد الثمين اللامع، لحيته نمت قليلًا جدًا و شاربه صار بارزًا أكثر، إنه يوحي بالنضج أكثر من أيّ وقت مضى.. و كأنها لم تراه منذ سنوات رغم إن آخر لقاء كان قبل أسبوعين فقط !!!
-إزيك !