-إنتي يا إيمان ؟ إنتي تعملي كده.. دي كانت آخر حاجة ممكن تخطر على بالي. لأ دي كانت مستحيل تيجي قدام عنيا أصلًا. ليه كده. إنتي خلتيني بعد ما كنت حطاكي في مكانة عالية و شايفاكي زي الملايكة.. مابقتش قادرة أبص في وشك. بقيت قرفانة منـك !!!!
-ماحصلش حاجة ! .. قالتها “إيمان” بأنينٍ مخنوق :
-و الله يوم ما شوفتينا ماحصلش حاجة بيني و بينه. و أنا اساسًا اتفاجئت بيه. ماكنتش عارفة إنه جاي. هو عرف إني لوحدي عشان جه و كان بيقنعني أسيب مالك عشان نتجوز أنا و هو. و لما رفضت هددني و جرني على الأوضة
غصب عني. إنتي جيتي في الوقت الغلط.. ماكنش هايعمل حاجة. كان بيخوفني بس عشان أغيّر قراري. و الله دي الحقيقة !!!
حدجتها “سلاف” بنظرةٍ غير مقتنعة و قالت :
-الراجل إللي يتجرأ على واحدة بالشكل ده إستحالة مايكونش قرّب منها كفاية. تقدري تنكري إن ماحصلش بينك و بينه أي قرب. تقدري تقسمي بالله إنه مالمسكيش يا إيمان !؟؟؟
فتحت فاها لكي تُنكر على الفور و تبرئ نفسها أمام زوجة أخيها، لكن الحروف توقفت على طرف لسانها، لم
تستطع نطقًا، لم تستطع دفع التهمة عنها، لأنها صحيحة تمامًا، لقد أخطأت و مارست الرذيلة مع “مراد” بالفعل.. كيف عساها تنكر هذا إذن… كيف لها تقسم بالله كذبًا !!؟
انهمرت دموع جديدة من عينيها، واصلت السقوط، يغمرها الألم مع تتابع نظرات الخيبة و النفور بعينيّ “سلاف” و
ما زالت لا تستطيع الرد بكلمةٍ …
عفتها “سلاف” من هذا الحرج و استدارت لتخرج و هي تقول بجمودٍ :
-خالتك مستنياكي برا.. ماتتأخريش !
*****
-مش قادرة أصدق إنك هنا من أسبوعين و مافكرتيش تزورني إلا إنهاردة !
ابتسمت “رباب” و هي تجاوب شقيقتها مرةً أخرى على استحياءٍ لا يخلو الرقة :
-تاني هقولك يا أمينة. مراد من ساعة ما وصلنا ماكنش مخلينا قاعدين أنا و أبوه. قلت لك حالته كانت غريبة أوي.. و الله ما ركزت في حاجة غيره طول الوقت ده و إلا كنت جيت لك في نفس يوم وصولي. ده إنتي أختي الوحيدة !
-و هو عامل إيه دلوقتي ؟ .. صدر السؤال عن “أدهم” الجالس أمامها في المقعد الوثير
نظرت “رباب” إليه و ردت بايماءة :
-الحمدلله بقى أحسن. لسا بنتعامل معاه بحذر لكن مقدرش أتجاهل الجانب المدهش إللي ظهر عليه فجأة
أدهم باهتمامٍ : جانب إيه !؟