تخشّبا كلاهما في مواجهة الآخر، بينما أخذ يتأمّلها جاهدًا في السيطرة على انفعالاته، حبيبته السابقة، أول فتاة يدق لها قلبه، و التي تركها بمحض إرادته و رحل، و قد علم مصادفةً بخبر زواجها قبل بضعة سنوات …
إنها لا تبدو كامرأة متزوجة إطلاقًا، لقد حافظت على قوامها الرشيق، كتفان نحيلان يبرزان عظمتيّ ترقوتها بإثارة
شديدة، خصر رفيع.. للأسف لم يستطع التحقق من ساقيها أو شكل ردفيها بسبب التنورة الفضفاضة التي ارتدتها
كم كان يعشق جسدها، و يحفظ كل شِبرٍ فيه، جسدها المُحرم عليه، كان هذا أول سبب جعله يسعى بشكلٍ مستميت إليها و يستغلّ أقل فرصة تواتيه، و قد كانت تستحق العناء ؛
كان وجهها لا يزال جميلًا، وجنتان بارزتان، أنف حاد و شفاة مكتنزة دقيقة و صغيرة جدًا، و شعرها… شعرها حالك السواد قد ازداد طولًا بشكلٍ لا يخطئه النظر
كانت هي “إيمان”.. كانت حبيبته التي كأنما لم يتركها يومًا واحدًا
و كأن تلك الليلة كانت بالأمس
و ليست منذ ثلاثة عشر عامًا …
-إيمان !
كسر صوت “أمينة” السكون الجاثم و الخانق، و كأنها تعويذة ربطت جسمها و الآن انحلّت، في لمح البصر كانت قد اختفت من أمامه، أجفل “مراد” مبهورًا من الذي حدث ؛
أحسّ بصوت خالته قريبًا منه هذه المرة و لكن لم يستطع النظر إليها :
-معلش يا مراد يا حبيبي. أظنك لاحظت إيمان ماكانتش تعرف إنك لسا هنا.. تلاقيها راحت تجهز عشان تيجي تسلم عليك.
رد “مراد” عابسًا و لا زال لم ينظر إليها :