عرّفته بنفسها، لم يتمالك نفسه من أول مرة و أخبرها أنه معجبٌ بها، و أنه يرى كم هي جميلة و جذّابة.. لتفاجئه بأن لديها نفس الإنطباع عنه أيضًا !
بدأت العلاقة بينهما منذ ذلك الحين، علاقة خفيّة إلى حدٍ ما، أمام الجميع هما مجرد زميلين مقربين، و لكن في
خلواتهما هما فقط حبيبان …
-آبي ! .. نطق “مراد” اسمها مبتسمًا باشراق
هنا بساحة المدرسة، بينما يعم الإزدحام بالطلبة من حولهما، عانقها و صافحها بنظراته حرفيًا، كم هي مبهجة
للنظر، مثيرة حتى و هي بالكاد تبلغ الخامسة عشر.. لها جسد كالجحيم !!!
-هل أنتَ مشتاقٌ لي. مراد ؟
كانت تمارس عادتها اللعينة في قضم شفتها السفلى من الجانب لتثير جنونه و هي تبتسم بخبثٍ …
ازدرد لعابه و هو يشعر بالسخونة فجأة رغم البرد القارس، اقترب خطوتين لتشعر بأنفاسه الحارة أقرب و هو يهمس لها :
-أكثر مِمَا تتصوّرين.. كنتِ بطلة أحلامي طوال الليل !
ضحكت برقة و قالت بإيماءة :
-هذا يفسر حماستك الواضحة. تنتظر حلول الليل بصبرٍ نافذ حبيبي !؟
اختفت ابتسامته في هذه اللحظة، فعبست بدورها و هي تسأله :
-ما المشكلة ؟ هل قلت شيئًا خاطئ !؟
هز رأسه نفيًا و جاوبها بحزنٍ بَيّن :
-لا. و لكن.. الأمر فقط أن والديّ متشددان بشأن حفل الليلة. و لا أظن أن بمقدورنا فعلها. ستكون المراقبة دقيقة
آبي !
رفعت حاجبيها : ألهذا أنت حزين هكذا. أنظرلا أعرف ما هي مشكلة أبواك. لكن أعلم أنني أنا المسؤولة عن تنفيذ وعدي لك.. سنفعلها الليلة يا مراد
حدق فيها غير مصدقًا :
-كيف !!؟
-هل تعلم كم الساعة الآن في بلادك ؟
أجفل …
-تقصدين مصر !؟
-أجل. ألم تولد هناك.. أم ولدت في لندن ؟