-هاتعمل إيه بس يابني. الشغل ده ماينفعكش !
قال مصممًا : لأ ينفع ماينفعش ليه.. بصي أنا هاعمل السلطة.
و استدار نحو المنضدة التي حملت أطباق الخضروات، ترك المنشفة جانبًا، و بدون أن ينتظر أذنها بدأ بتقطيع
أنواع الخضار المحتلفة بحرفيةٍ مُتقنة، هزت “أمينة” كتفيها بعجزٍ و انخرطت هي الأخرى في عملها …
-هاتدوقي أجمد طبق سلطة في حياتك !
ضحكت …
-طبعًا يا حبيبي. أمال.. انت بقى هاتدوق أكل أنا واثقة من ساعة ما سافرت مع أمك و أبوك ماشفتوش أصلًا.
أرهف حاسة الشم هنيهةً، ثم خمن :
-محشي !
ضحكت ثانيةً …
-صح.
صاح محتفلًا : الله عليكي بقى.
لم تمر دقيقة واحدة، إلا و سمع ذلك الهتاف الأنثوي، و قد ميّز الصوت الذي يحفظه عن ظهر قلب رغم مرور السنين …
-أنا جيت يا مامــا !!
جمدت أصابعه عن الحركة و رفع رأسه نحو باب المطبخ، إن هي إلا ثوانٍ و ظهرت “إيمان”.. ظهرت كما اعتاد أن يراها في الخلوات خلسةٍ، بدون حجاب رأسها !