الله عليه و سلم. اللهم صلي و سلم و بارك على أشرف الخلق سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين و على من اتبع هداه و استنى بسنته إلى يوم الدين. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا..الحمدُ لله خَلَقَ من الماءِ بَشَرًا فَجعَلَهُ نَسَبًا و صهرًا. جعل الزِّواجَ مودَّةً و رحمةً وبِرًّا. نشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له. لَه الأسماءُ الحسنى و الصِّفاتُ العليا. ونشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ و رسولُه. أَمَرَنَا بالتَّمسكِ بالعُروةِ الوُثقى صلَّى اللهُ و سلَّمَ و باركَ عليه و على آله و أصحابِه و من اهتدى بهديهِ
إلى يوم الدِّين
أمَّا بعدُ: فاتَّقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- حقَّ التَّقوى، فالتَّقوى طريقُ الهدى. أيُّها المؤمنون: نعيشُ بحمدِ اللهِ و منَّتِهِ هذهِ الأيامَ أيامَ فرحِ و سُرور. بمناسبة كثرةِ الزِّواجاتِ و المناسباتِ الأسريَّةِ. و دينُنا -بحمدِ اللهِ- دِينُ الفرحِ و السُّرورِ ما
دُمنا في حُدودَ الشَّرعِ والمقبولِ! فمن قال: إنَّ الدِّينَ والتَّديُّنَ يَمنعُ الفَرَحَ وَيَسرِقُ البَسْمَةَ؟! كلا وربِّي. فدينُنَا دينُ اليُسرِ و السَّماحةِ. و البَشَاشَةِ و الفرحِ. فهل نُقَدِّرُ هذهِ النِّعمَ و نُحافِظُ على الشَّرعِ و القِيَمِ؟
عباد اللهِ: لقد أمرنا اللهُ بالنِّكاح لأنَّهُ نعمةٌ و أنسٌ فقال:وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ
يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
فزَوِّجوهم على كلِّ حالٍ. واللهُ تعالى مُعينٌ لهم ومُيَسِّرٌ أمُورَهم! و سيِّدُ الخلقِ تَزَوَّجَ وزوَّجَ بنَاتِهِ. وقال: فمن رغِبَ عن سُنَّتِي فليسَ منِّي”. فالزَّوجانِ هما نواةُ الأسرةِ وأساسُ المجتمَع. والزِّواجُ صيانةٌ من الحرامِ. والنَّفسُ فيها غريزةٌ لا
تُشبَعُ إلا عن طريقِ الزَّواجِ! وقد قالَ –صلى الله عليه وسلم-: “إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ”.
والزِّواجُ -عبادَ اللهِ- أُنْسٌ ومودَّةٌ، وراحَةٌ وطمأنِينَةٌ! إذا حَسُنتِ العِشرَةُ بينَهما! وقد صَوَّرَ اللهُ ذلكَ بِألطَفِ عِبَارَةٍ وأَدَقِ
تَصويرٍ فقالَ -جلَّ في علاه-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
و نظر المأذون نحو “أدهم” مستأنفًا :
-إذا سمحت يا أدهم يابني تنده لنا العروس عشان نتمم العقد !
بإشارة من عينيه فهمته “أمينة”، و إمتثالًا لأمر المأذون، ذهبت بنفسها لتحضرها، بينما يجلس “أدهم” متأففًا بجوار “مراد” الذي امتنّ لحنق الأخير ليواري فيه قهرته و شدة غضبه ؛