-ليه بتعملي في نفسك كده يابنتي ؟ و عشان إيه. لما إنتي كارهة نفسك بالشكل ده بسبب إختيارك ما تقولي لأ. إحنا لسا فيها يا إيمان. أدهم أخوكي عنده حق. مالك ماينفعكيش زي سيف بالظبط. ليه بتجني على نفسك للمرة التانية
رفعت “إيمان” يدها و نزحت بقايا دموعها بقوةٍ قائلة بصلابة :
-عشان ده إللي لازم يحصل. ده إللي لازم يحصل يا ماما.. و هايحصل !
هزت “أمينة” رأسها بعدم تصديقٍ و هي تصيح فيها :
-هو إيه إللي هايحصل. إنتي مفكرة إنك كده بتنتقمي لكرامتك منه. مفكرة إنك ممكن تندمي مراد عليكي يعني و تغظيه.. إللي إنتي ماتعرفيهوش إنك بتغيظي نفسك و بس. محدش هايتئذي غيرك يابنتي !!!
أومأت لها موافقة :
-أيوة.. عندك حق. عندك حق. كلامك كله صح. صح !
و ظلت تردد الكلمات مرارًا و تكرارًا بطريقة أثارت ريبة “أمينة” و أقلقتها على وضعها العقلي و النفسي …
لكن دخول كلًا من “أدهم” و “سلاف” أنقذ الموقف وجعل الأم و إبنتها تكفّان.. و لكن صمت “إيمان” كان رهبةً و
مخافة
لحظة إلتقاء عينيها بعينيّ “سلاف” تضاربت بداخلها مئات المشاعر، و أبرزها الخجل، و رغم ذلك لم تقدر على إزاحة بصرها عنها قيد أنملة …
-خير يا حبيبتي. طمني يا أدهم عملتوا إيه عند الدكتور ! .. استقبلتهما “أمينة” بالتساؤلات متوجهة ناحية “سلاف” فورًا
احتضنتها بحنانٍ، بينما يخبرها “أدهم” و قد انتقلت له عدوى الإرهاق هو الآن :
-الحمدلله يا أمي بخير. الدكتور طمّنا. الهانم طلع عندها مرض مزمن في صدرها و كانت هاملاه.. تعرفي لو ماكنتش أصريت عليها و خدتها للدكتور كانت المضاعفات في المستقبل هاتكون خطيرة لا قدر الله ! .. و وجّه حديثه لزوجته معاتبًا :
-الله يسامحك يا سلاف. أنا شخصيًا مش مسامحك
ضحكت “سلاف” بخفةٍ و ردت عليه بصوتها الناعم :
-ماتقدرش يا حبيبي. انت روحك فيا.. تنكر !؟