-إنتي حصلت معاكي حاجة إنهاردة ضايقتك صح ؟
إتسعت حدقتاها و ارتبكت فجأة من تلك المباغتة، بينما بقى “ادهم” هادئًا في انتظار ردها الذي تأخر كثيرًا، بل لم يأتي أصلًا، ليسترخي الطبيب للوراء قليلًا و قد خمن الإجابة، فقال بهدوءٍ :
-طيب أيًّا كان يا مدام. إنتي المرض إللي عندك ده مزمن. و مش بيظهر أعراضه غير في حالتين. مواسم الخريف و الربيع. و الحالة التانية ناتجة عن الحالة المزاجية. زي إنك مثلًا تسمعي خبر يضايقك. حد يزعلك كده يعني.. ف كل ده بردو حاجات لا تدعو لأي قلق. مبدئيًا الوقاية. أولها النقاب ده. لازم يتخلع !
-نعم ! .. خرج هذا الاعتراض من فاه “أدهم”
فأردف الطبيب ناظرًا إليه بقوةٍ :
-مش بمزاجك و لا مزاجها يا دكتور. أي حالة ربو ماينفعش معاها خنقة النفس أبدًا. قولًا واحدًا النقاب لازم يتخلع !
*****
يُقال أن السر إذا خرج عن اثنين فلن يبقى سرًا.. فماذا لو عرفه أربعة ؟
زوجها الراحل و قد توفّى و حمله معه إلى قبره، و لكن إبنة خالها، زوجة أخيها… لقد رأتها بالمجرم بالمشهود..
ضبطتها متلبّسة في ذلك الوضع المخلّ
يا للخزي
يا للعار !
كان كل ما أرادته “إيمان” بعد افتضاح أمرها أن تستلقي هكذا و تظل تبكي حتى تخرج روحها، تشعر بالوجع من كل شيء، تشعر بالغضب، تحتقر نفسها أكثر، كل هذا يفوق قدرتها على التحمل، لقد أخطأت و دفعت الثمن.. لكن يبدو بأنه ليس كافيًا
هل يجب عليها أن تموت حتى تجد الراحة و السلام !؟
و إن سخت بروحها فهل من سلام بعد ذلك.. أم عذابٌ آخر و أدهى ينتظرها !!!
-إيمان !
ناداها صوت أمها من جديد، و كانت قد تحاملت على نفسها و ارتدت ثيابها بصعوبةٍ، و ها هي تمسح دموعها في الملاءة ة تقوم واقفة، مشت بآلية تجاه باب الغرفة و فتحت القفل، ثم جذبت المقبض لتصير وجهًا لوجه أمام
“أمينة” …
-لسا بتعيطي ؟ .. تمتمت “أمينة” بشفقةٍ واضحة على إبنتها
وقفت “إيمان” كصخرةٍ جامدة بينما تستطرد “أمينة” بعصبية :