وقف “مراد”.. أخذ ينتعل حذاءه و كنزته بسرعة، بينما سحبت “إيمان” الغطاء على جسمها و هي تجهش بالبكاء مجددًا مغطية وجهها بكفيها غير قادرة على النظر تجاه زوجة أخيها ؛
-سلاف. سلاف من فضلك إهدي ! .. قالها “مراد” و هو يمشي نحو “سلاف” محاولًا تهدئتها
هزت “سلاف” رأسها، شعرت أن الصدمة تتحوّل إلى غضبٍ و هي تستمع إلى ذاك النذل، إلتفتت إليه كإعصارٍ، لم يرها “مراد” غاضبة هكذا من قبل، لم يرها أصلًا في حياته على الطبيعية إلا الآن حين كان النقاب مرفوعًا عن وجهها المتآجج، لم يتسنّى له أيّ وقت ليتأملها أو يتفاجأ بجمالها غير العادي …
ازدرد ريقه بتوترٍ و هو يقول بحرجٍ شديد :
-الوضع مش زي مانتي فاهمة. أقسم لك بالله.. مش زي مانتي فاهمة !
نظرت “سلاف” إليه كما لو أنه أحقر ما رأت عيناها قط، حتى “سيف” بذاته لم يصل إلى تلك الدرجة من الدناءة و
الخسّة.. “سيف” الذي حاول الاعتداء عليها و سازمها من قبل
إنما هذا… هذا يُدنّس شرف أهله
يخون خالته، ابن خالته.. الرجل الذي وثق فيه كثيرًا !!!
رمقته “سلاف” باشمئزازٍ و غضبٍ شديدين :
-حيـوان !
و لم تستطع البقاء هنا أكثر، استدارت مهرولة إلى الخارج
أسرع “مراد” يجمع أغراضه بسرعة من حول الفراش، ثم توقف لحظة و جثى على ركبتيه أمام “إيمان”.. أمسك برأسها و طبع قبلة فوق جبهتها مطمئنًا :
-ماتخافيش يا حبيبتي. أنا هاحل الموضوع. مش هاسيبك المرة دي يا إيمان. مافيش مخلوق يقدر يفرّق بينا خلاص. أوعدك !
و نهض لاحقًا بـ”سلاف” …
وجدها تجلس بالصالة و لا تزال كاشفة وجهها، بدت متعبة و كأنها تعب الهواء إلى رئتيها بشق الأنفس، فتح “مراد” فمه ليتحدث، لكن شكلها و شحوبها المفاجئ استوقفه، فبدّل قوله قلقًا :
-سلاف.. إنتي كويسة !؟
رفعت بصرها المستوحش إليه مزمجرة بصعوبةٍ :
-إمشي. إطلع برا.. إمشـــي من هنــا !!!
خفض “مراد” رأسه للحظاتٍ و صمت.. في الحقيقة لم يجد ما يقوله لها و خشى لو أتى شخصٌ آخر الآن فتصير
حفلة
تنهد رامقًا إيّاها بنظرة أسف أخيرة، ثم إلتفت و رحل أخيرًا
بينما بقيت “سلاف” مكانها، أسندت رأسها إلى ظهر الكرسي الوثير، حاولت أن تنظّم أنفاسها مجددًا، هكذا في هذا
الهدوء أمكنها سماع شقيقة زوجها و هي لا تزال تبكي في غرفتها ! ……………………………………………………………………………………………….
يتبع…