كل جزء منها يتمنّى لو أنها لم تعشق “مراد”.. الآن الندم و الألم هو كل ما خلّفه لها هذا العشق، لم تعد تشعر بقلبها، لم يعد لديها أمل في الحب، الحب غير موجود، ليس سوى القبح و الغدر ما أحاق بها على أيديّ حبيبها، ثم زوجها
و الثاني لم يرحمها، و لم يشفق عليها طرفة عينٍ …
تركها “سيف” أخيرًا، بعد أن حقق هدفه السامي و أذلّها هذه المرة مذلّة لن تنساها بقيّة حياتها، حتى و لو كان هذا لمرةً واحدة ؛
منقلبة على وجهها، مد يده و أزاح الشعر عن جانب وجهها و مرّر أنامله على خدّها المبلل مغمغمًا :
-حبيبتي.. أنا آسف.. أوعدك مش هاعملها تاني !
كانت تذرف الدموع في صمتٍ الآن، عاجزة، مستنزفة
بدخلها غضبٍ و ثورة بحاجة للطفو، كانت بحاجة ماسّة للصراخ، لكنها أرغمت على السكوت، و أطبقت فاها
مستسلمة له مجددًا
للنسخة الرقيقة منه التي دائمًا ما تظهر بعد أن يذهب الوحش الضاري الذي كان عليه منذ قليل …
*****
-لأ يا سيف. لأ حرام عليك بقى. كفاية كده. كفاية تعمل معايا كل ده كفـااااااااااااية !
صراخها ملء الغرفة و بلغ سمعيه بشدة، بينما يحاول تهدئتها عبثًا، أمسك بمعصميها و لا يزال مسيطرًا على جسمها المتشنّج، هتف فيها بقوةٍ :
-إيمـان. فوقي يا إيمان.. أنا مراد. مـرااد مش سيف. إيمان !
لم يبدو أنها سمعته جيدًا، كانت و كأنها بغيبوبة و هي على قيد الوعي، و كأنها ترى شخصًا آخر مكانه هو، الأمر الذي أقلقه بشدة و جعله يتقلّب فوقها دون أن يُفلتها، أخذ يهزّها بعنفٍ صائحًا :
-إيمـاااان.. فوقي. ماتخافيش يا حبيبتي. ماتخافيش مش هاعمل لك حاجة. و الله و ماكنتش ناوي أعمل حاجة أصلًا.. أنا بس كنت عايز أثبت لك إني لسا في قلبك. إنك لسا بتحبيني و ماتقدريش تكوني مع حد غيري …
أخيرًا بدأت تستجيب له، و تعود للوقع من جديد، لكن الأسى كان يغمرها حد الإختناق، فانفجرت ببكاءٍ عارم و هي تحاول أن تستر عريها بلا جدوى
تنهد “مراد” في استياء و قام ليرتدي سرواله الجينز فقط، شد الغطاء فوقها حتى ذقتها، ثم دخل أسفله معها، أمسكها و أدارها لتواجهه بسهولةٍ، لفّ ذراعيه حولها و ضمها إليه بشدة، كانت في الأصل تبكي، و هذا جعلها تبكي أشدّ، كانت غير قادرة على كبح نفسها أكثر، كل شيء يؤلمها، غدره بها، حبها له، زواجها، خطبتها، كل شيء …
راح “مراد” يُقبّلها على وجهها و هو يضم وجهها بكفّيها متمتمًا باعتذاراتٍ لا تنتهي :
-أنا آسف. أنا آسف جدًا.. أنا غلطان. أنا آسف …
*****
ترجلت “سلاف” من سيارتها واضعة الهاتف فوق أذنها :
-أيوة يا أدهم. وصلت البيت خلاص.. لأ أنا هاطلع أجيب شهادة ميلاد لمى من فوق هانزل علطول.. مش عارفة عمتو نسيتها إزاي بس ..
استقلّت المصعد و هي تردف له :