كان ما قالته عشوائيًا و سريعًا فقط لتكسب بعض الوقت بعيدًا عنه، لكن لم يلقى هذا أيّ صدى معه، تمتم بخشونةٍ :
-العشا يستنى. إحنا مع بعض للصبح !
و جذبها نحوه بذراع قويّة …
حين اعتلاها، رأت في عينيه نفس النظرات التي لا تحصل إلا عليها منه منذ كشفت له سرّها.. الإحتقار، الغضب، و
الكراهية بعد الحب الكبير
لكنها لا تُكذب احساسها، أحيانًا تشعر بأن حبها لا يزال يسكن قلبه، أحيانًا يظهره لها، أو يفلت منه لا إراديًا، إنما هي
واثقة من إن جانبًا منه لا زال يعشقها.. و إلا ما أبقى عليها لحظة واحدة و سترها و كتم عليها عارها !
كان ما يحصل بينهما صعبًا، صعبًا عليها هي، و كانت مضطرة أن تتحمّله بل و تتظاهر بأنه يروق لها، رغم أنه يعلم الحقيقة، لكنه يتظاهر مثلها و يتعمّد إيلامها و إشعارها بالإهانة أكثر …
بينما كانت تدفن رأسها في عنقه و تكتم نفسها لأطول وقتٍ ممكن حتى لا تشم رائحته، تتضرع أن ينتهي الأمر بسرعة، لكنه لا ينتهي.. خاصةً عندمال مال برأسه ليهمس في أذنها بأنفاسه اللاهثة… همسًا أرعدها بمكانها و جعلها تصيح باحتجاج و الدموع ملء عينيها :
-لأ. لأ يا سيف.. ده حرام !!
كان من العسير و المستحيل أن تقوم الآن بينما يأسرها بين ذراعيه، عوضًا عن أن كلماتها أججت وجهه و دفعته لفقدان السيطرة على نفسه مجددًا :
-حـراااااام !؟؟؟
إنتي تعرفي الحرام ياست الحسن و العفاف. خلاص بقى جو محترمة و متربية و متقفل عليها ده مابقاش ياكل معايا. ده انتي ××××× يابت. إنتي نسيتي نفسك و لا إيه ؟ ده أنا عامل معاكي الصح. بدل ما تشكريني و تبوسي
جزمتي بتقوليلي حـراااام ؟؟؟؟
كانت مصدومة و مشدوهة من كل كلمة يتفوّه بها، كانت تبكي بحرقة، كانت في موقف لا تُحسد عليه و هي تنتقل معه لفصلٍ جديد و عقاب أبشع مِمّا سبق كله