-حبك خلاص أنا قتلته. و قلبي مات معاه لما قبلت أكون لراجل تاني.. قصدي تالت. أفهم بقى. أنا بقيت بكرهك …
قهقه ملء حنجرته مغلقًا عيناه بشدة، ثم عاود النظر إليها قائلًا باستهجانٍ :
-و بتقولي قلبك مات؟ إزاي بتكرهيني و قلبك ميت.. إنتي كدابة. إنتي عمرك ما تنسيني. و لا تقدري تقوليلي لأ !!
-طب لأ يا مراااد ! .. صرخت و هي تثني ركبتها لتسدد ضربة قوية إلى ما بين قدميه
كتم “مراد” صيحة ألم شديدة و إرتخت قبضته عليها قليلًا، فاستطاعت الفرار، أو هكذا خيّل إليها، قبل أن يهجم
عليها من جديد دافعًا بوجهها تجاه الجدار، فأصبح ظهرها لصيقًا بصدره …
تأوهت “إيمان” حين اعتقل يديها خلف ظهرها في يد، و بيده الأخرى قبض على شعرها من أسفل الحجاب و قرّب
فمه من أذنها هامسًا بخشونةٍ :
-مش هاتجوزيه يا إيمان. و لو كان تمن ده إني أحرق الكل. لو تمنه حتى إني أخدك بالقوة لو في وسط مين.. هاعمل إللي مايخطرش على بالك !!!
صرخت بقهرٍ يشوبه بكاءٍ :
-انت ماتقدرش تعمل أي حاجة. انت أصلًا جبان و هاتفضل طول عمرك جبان و حقير يا مراد !!
غلت دماؤه بشرايينه المتسعة للدفقات الملتهبة تاُثرًا لكلماتها، فسمعته يغمغم متوعدًا :
-إنتي شايفة كده. و شايفة إني مش هقدر عليكي و إنك تقدري تعاقبيني دلوقتي.. طيب. أنا بقى هاهدم الأوهام فوق
دماغك. أنا و في المكان إللي جمعنا و كنا كيان واحد هفكرك تاني مين هو مراد. مين إللي حبتيه و سلّمتي له
نفسك منغير ما تفكري مرتين. و نبقى نشوف لو هاتقدري تبصي لراجل تاني طول حياتك !!!!
لم تفهم ماذا قصد بكلامه بالضبط، إلا حين شعرت به يلف ذراعيه حولها و يرفع قدميها، ثم يحملها و يدور تجاه الرواق الطويل، ما زال يحملها و هي تركله محاولة نزع ذراعيه من فوق بطنها …
-سيبني يا مراد. رايح بيا على فين ؟ سيبني هاصرخ. و الله هاصرخ !
و لم تكاد تبرّ بقسمها و إلا و وجدت نفسها بغرفتها، عندما يغلق الباب بقدمه و تراه يوجّهها نحو السرير، سريرها الذي شاركها إيّاه مرةً، تتشنج في هذه اللحظة و تصرخ أخيرًا و لكن صراخًا مكتومًا خشية أن يسمعها أحد …
-إهدي ! .. يهمس بهدوء في أذنها دون أن ينوي تركها
لكنها أبدًا لا تهدأ و تصاب بالذعر أكثر و هو ينقلها بلا جهدٍ إلى السرير و قد كان ماهرًا حقًا خلال تلك المدة القصيرة في التخلّص من حذاؤه و إنتزاع الاسدال عنها كليةً لتبقى بذلك القميص القطني ؛