“على قدر حبّي لك ؛ كان انتقامي من نفسي !”
_ إيمان
الأيام التالية في البيت _ المكان الذي لا تغادره أبدًا و ليس باختيارها _ كانوا مثل الأيام التي قضاهم “مراد” هنا منذ
عودته خائب الرجاء بعد طلاقه.. أوقاتًا مليئة بالدراما
غرفتها صارت ملجأها الوحيد للابتعاد عن رؤية من بالبيت على حد سواء، فهي عدا طفلتها لم تكن تود أن تلتقي
بأحدٍ بالخارج، لعلها تصرفت على هذا النحو لتضغط على أخيها و أمها حتى يُغيّرا قرارهما بشأن إلغاء فكرة زواجها من “مالك”.. و مهما كانت الجهود التي بذلتها حقيقية أو مُزيفة فيبدو بأنها نجحت… في النهاية رضخ “أدهم” لرغبتها و وافق أن تتخذ كامل الحرية في القرار
و لكن كان شرطه حتى يتراجع عن رفضه المتشدّد، ألا يلتقي الإثنان أبدًا حتى موعد عقد القران، و الذي سيكون غدًا !
لأكثرمن ساعة لا زالت “إيمان” ترقد في سريها وحيدة، بل بالنظر إلى وحيدة فهي نظريًا و عمليًا وحيدة بالمنزل كله منذ غادرت أمها مع زوجة أخيها آخذين الأطفال كلهم حتى يتلقّوا تطعيماتهم.. و أما على الصعيد العاطفي، فهي وحيدة
دائمًا …
تنهدت “إيمان” بعمقٍ و هي تتمطّى في فرشتها، أمسكت بهاتفها المستلقي بجوارها فوق الوسادة و تحققت من الوقت، إنها ساعة الظهيرة و قد تأخرت مثل عادتها بالآونة الأخيرة، نفضت عنها هذا الكسل و ألقت الأغطية و قامت، فتحت خزانتها و إلتقطت قميصًا قصير بلا أكمام منسوج من القطن و بقطعٍ من الدانتيل، حملته معها إلى
الحمام، و أخذت هناك دشًا طويلًا للغاية، فرغت و جففت شعرها ثم شدته لأعلى في ذيل فرس، فرشّت أسنانها منتعشة بنكهة النعناع بفمها و حتى أنفها، توضأت، و رغم إنها ليست بمزاجٍ جيد إلا إنها دللت بشرتها قليلًا و قامت بروتينها المهجور منذ مدة، وضعت قناعٍ ورقي على وجهها لدقائق بينما ذهبت للمطبخ لتعدّ فنجان قهوتها،
انتظرتها حتى نضجت و عادت بها إلى الحمام، نزعت القناع عن وجهها برفقٍ و ألقته بسلّة المهملات، ثم مررت مرطّب الشفاه فوق شفاهها مرتين
و الآن… لا تنكر أنها تحسّنت كثيرًا
مزاجها صار أفضل برغم كل شيء، تجرّعت فنجان قهوتها على مراحلٍ وصولًا إلى غرفتها، كانت تهم بارتداء اسدال الصلاة لتؤدي فريضتها، و لكن استوقفها جرس الباب فجأةً، و أيقنت على الفور بأن أمها و “سلاف” قد عادتا، و رغم علمها بأن “أمينة”