-ده نوركو يا أدهم. متشكر أوي.
تداخل صوت “أمينة” في هذه اللحظة :
-قول حاجة بقى يا أدهم.. ابن خالتك قال ايه جاي عشان يمشي تاني !
نقل “أدهم” ناظريه بينهما و هو يقول :
-مافيش الكلام ده يا أمي. البيه هايقعد عندنا شوية ماتقلقيش.
حاول “مراد” أن يعترض :
-ماينفعش يا أدهـ …
قاطعه “أدهم” بصرامة :
-بقولك إيه. أنا كلمتي محدش يقدر يردها. قلت هاتقعد يعني هاتقعد.. خلص الكلام !
*****
لولا مكالمات أخيها التي انهالت عليهما عندما خيّم الليل، و طلبه في عودتهما إلى البيت على جناح السرعة ما كانت لتعود، أرادت أن تتأخر في الخارج أكثر وقت ممكن حتى لا تسنح أيّ فرصة للقائها به …
لم تكن واثقة بعد أهو هناك ام غادر.. فكانت على أشد درجة من التوتر
كلما اقتربت من البيت، و حتى استقلّت المصعد برفقة زوجة أخيها التي انخرطت في ضحكٍ مكتوم الآن، أجفلت “إيمان” و هي تسألها :
-في ايه يا سلاف !؟؟
ردت “سلاف” بلهجة متكلّفة :
-مافيش حاجة يا إيمان.. يلا اطلعي وصلنا !
و دفعت بها برفقٍ بينما تحمل صغارها من العربة الواحد تلو الآخر ليسيروا أمامها بدورهم صوب شقة جدتهم …
فتحت “إيمان” الباب بنسختها من المفتاح، ولجت و هي تقدم ساق و تؤخر الأخرى، تمد عنقها و تجيل بصرها للداخل… لم ترى شيء، و لم تسمع أيّ صوت