هزت رأسها سلبًا و هي تقول بشبه ابتسامةٍ :
-لأ يا روحي. أنا عيني دخل فيها تراب بس. أنا كويسة.. بصي روحي هاتيلي كوباية ماية من عند تيتة بسرعة و تعالي
-حاضر !
قبّلتها “إيمان” على خدها أولًا، ثم تركتها تركض حيث أمرتها، أخذت تستغل هذا الوقت في غيابها لتكبح كل هذا
الجزع و الضعف الذي طفى على السطح فجأة
كان “مالك” لا يزال واقفًا مكانه، رفعت “إيمان” رأسها لتنظر إليه بعينيها اللامعتان …
-أنا مش هسامح نفسي على إللي عملته فيكي ده ! .. قالها بندمٍ جمّ
عبست محدقة فيه بغرابةٍ، أجل هي تعلم أن ردة فعلها مبالغٌ بها، على الأقل بالنسبة إليه، لكن ردّه هو أدهشها.. لماذا يشعر بكل هذا الأسى ؟
يتحتّم أن يراها سلبية و رمزًا للكآبة و النكد كما كان يتفنن أخيه بتلقيبها !!
تفاجأت “إيمان” و هي تراه يجثو فوق ركبته باللحظة التالية، و لم تأتِ بحركة عندما قبض على يدها بكفٍ، و بكفّه الأخرى يمسح على رأسها المغطى بالوشاح الزهري
بقيت هادئة كليًا و هي تنصت إلى همسه المسموع و الذي كان ليُذيب أخريات غيرها :
-أنا بقدّرك جدًا.. إنتي عارفة. مافيش راجل مايتمناش واحدة زيك. إنتي جوهرة نادرة يا إيمان. لسا حلوة و جميلة زي مانتي.. صدقيني. أنا مش زي سيف. أنا عمري ما هاسيئ معاملتك.. أنا هاعوضك عن كل إللي عشتيه معاه. و
هاتشوفي …
-مـالك !!!
بدد هتاف “أدهم” هدوء الأجواء بقساوة مفاجئة و دبّ الذعر بقلب “إيمان” ! ………………………………………………………………………………………………………………………………………………………..
يتبع…
“خرجتُ أبحث عن العشق و رجعتُ مُمزقًا ؛ الآن أنا بين يديكِ أشلاءً… أرجوكِ.. لا تتركيني !”
_ مراد
على عكس “إيمان” التي ماتت بجلدها فور ظهور أخيها فجأة و ضبطها متلبسة، تصرّف “مالك” بمنتهى الهدوء و هو يقوم من ركوعه و إستدار ليلاقي “أدهم” مبتسمًا :
-أدهم ! ازيك يا كبير واحشني جدًا و الله ..
اقترب “أدهم” خطوتين منه و عيناه تقدحان شررًا :
-الظاهر إني كنت غلطان في تقديري ليك. انت ماتفرقش حاجة عن أخوك !