في حوارٌ هزلي معها ؛
جلسا كلًا منهما إلى الطاولة الوحيدة بالشرفة الأنيقة، و عدا عن صوت “لمى” الطفولي الناعم، كان الجو هادئًا، إلا أن “إيمان” لم تشعر بالراحة مطلقًا، خاصةً و هي تشعر بنظراته تكتنفها، ثم تسمع صوته مبغتةً :
-أظن طنط أمينة قالت هاتسيبنا على إنفراد عشان نتكلم براحتنا.. بس أنا حاسك غريبة أوي إنهاردة يا إيمان !!
وجّهت ناظريها إليه و هو يتحدث إمتثالًا لآداب الحديث، ثم قالت و هي تبتسم بخفةٍ :
-انت متهيألك يا مالك. أنا كويسة خالص و الله
-فعلًا ؟
-أيوة !
-إمم.. طيب إنتي عارفة أنا جاي ليه إنهاردة !؟
لاحظ على شعاع الظهيرة الشتوية الغائم قسماتها الرقيقة المتعبة، و عينيها العسليتان منطفئتين قليلًا، لكن مع ذلك كانت جميلة كما هي شيمتها، بعيدة عن التكلّف، طبيعية، و هنا يكمن سر جاذبيتها.. منذ أن جاء اليوم و كلّما نظر إليها شعر بما يشبه صعقة كهربائية …
-جاي تكلم أدهم و ماما ! .. تمتمت “إيمان” بشيءٍ من الإرتباك
راوغ “مالك” قائلًا باسلوبه الماكر :
-أكلمهم في إيه ؟ ماتعرفيش !؟؟
تنحنحت “إيمان” و هي تقول بمزيدٍ من الاضطراب :
-مالك.. المسألة مش ناقصة إحراج أكتر من كده. أنا عارفة إنك طلبت تتجوزني و أنا موافقة. خلاص بقى من فضلك !
إنحسر مرحه فجأة و هو يرد عليها بحدةٍ :
-خلاص يعني إيه ؟ إنتي شايفاني إيه قدامك يا إيمان.. أنا مش الولد الصغير إبن إمبارح إللي كنتي تعرفيه. أنا بقيت واحد تاني و إنتي دلوقتي في حكم خطيبتي. مهما كانت الظروف. مهما كانت العوائق بينا من وجهة نظرك ده
ماينفيش إني راشد كفاية وراجل أقدر أتحمل قراراتي.. أنا اخترت ارتبط بيكي بارادتي. و إوعك تفكري إن فارق السن ده يديكي أفضلية عليا بأيّ شكل. جايز مقدرش أثبت لك ده دلوقتي. لكن لحظة ما تبقي مراتي هاتتأكدي