ضحك اثنتيهم على تلك الذكرى وقالت جليلة
_ربنا يخليك لينا ياعمران.
تبدلت ملامحه فجأة مما جعلها تيقن بأنه تذكر منصور فربتت على يده بتفاؤل
_ بكرة الدنيا تعلمه إنه ملوش غير أهله وعزوته، ويرچع من تاني وسطينا.
تنهد بألم شديد وقال بتهكم
_ منصور عمره مـ هيفكر يرچع تاني طول مـ الحية دي وياه، ده مفكرش حتى يدعينا كيف الغريب على فرحه، وكأنه
بيستعر منينا.
شُعور مألم مزق قلبيهما حينما أخبرهم خالد الذي ينقل لهم أخباره بزواجه
لم يتخيل يومًا أن يصل به الإنحطاط لتلك الدرجة، لكن ليس بيدهم شئ سوى الدعاء له بالهداية.
لم تجد جليلة الكلمات التي تخفف بها عنه ذلك الجرح الذي استوطن قلبه لتلتزم الصمت وهى تنظر لذلك الطفل الذي يشبهه وكأنه نسخة مصغرة عنه، تتمنى بداخلها أن يعوضهم عن فراقه.
❈-❈-❈
وقفت تنظر إلى الأطفال وهم يمرحون في تلك الحديقة، تتمنى بداخلها أن تكون مثل تلك الأم التي تجري خلف
أولادها تمازحهم، فتزداد غيرتها من وسيلة التي لم تراها يومًا لكنها أصبحت غريمتها منذ أن علمت بعلتها.
اليوم سيحدد الطبيب مصيرها
رن هاتفها من عيادة الطبيب تخبرها عن ميعادها معه لتزداد ضربات قلبها خوفًا من القادم
فقد مضى عامين وهى تطبق تعليماته بحذافيرها، لن تكون أقل من تلك المرأة.
ها هم الآن جالسين أمامه منتظرين تحديد مصيرهم حتى نظر إليهم الطبيب قائلًا بابتسامة
_ كده الرحم الحمد لله أصبح مهيأ لعملية الحقن.