وقف مذهولاً من رده وكأن من أمامه قد تلاشت من قلبه الرحمة
لم يرأف بحالة أبيه ولا ما سيحدث له لو ضاعت تلك الارض من بين أيديهم، يعلم جيدًا بأنه لا يبالي بأحد لكن لم يتخيل يومًا أن تصل به الأنانية لدرجة الإنحطاط
وكان من امامه نزعت من قلبه الرحمة
_للدرجة دي محناش فارجين معاك؟!
علا صوته قليلاً وهو يتابع
_ للدرجة دي انت أناني وميهمكش غير مصلحتك وبس؟
استدار منصور حتى يوليه ظهره ورد قائلاً بجحود
_ أبوك اللي غلط ولازم يتحمل لوحده نتيجة غلطه، قلتله ونبهته انه لازم يضمن حقة بشيك ولا أي حاجه؛ بس هو
مهتمش حتى بكلامي، اهو الراجل مات وريني بقى هيقدر يثبت حقه إزاي.
لم يتخيل يومًا أن يكون أخاه بكل تلك الحقارة، يتحدث عن والده وكأنه عدو وسأله بتوجس
_ أنت شمتان ف أبوك إياك؟!
نفى منصور قائلاً
_أنا مش شمتان ولا حاجه، وبعدين دي مش قصتنا، أنا مستحيل أتخلى عن حلمي لأى سبب من الأسباب، المشروع ده هو اللي هيرفعني لفوق مش أرض وكلام فاضي.
لم يصدق جمال ما نطق به لسان اخيه
وشعر بأن من يقف أمامه متبجحاً الآن لا ينتمى اليه بقيد أنمله