– لسه نص ساعة، أنا ممكن أتحرك في أي مكان ضلّ لغاية ما يجي..
رددت بنفي خائف بداخلها:-
– لا لا افرض بعدت عن المكان ولا عمو أشرف جه ومش لقاني، ساعتها مش هعرف أرجع البيت وأنا مش معايا موبايل..
أسلم حلّ إن استحمل وأنتظر في مكاني..
أخرجت من حقيبتها المُعلقة بكتفها كتاب بلغة المكفوفين ذا النقاط البارزة، وضعت اصبعها فوق الصفحات وأخذت تقرأ وهي تبتسم بنقاء حتى مرّ الوقت وجاء العمّ أشرف ليقيلها حيث منزلها..
******************
ولج عبد الرحمن الغاضب حيث غرفة مكتب يعقوب وهي يصيح:-
– بقالك سنين بتباشر الفرع ده من الموبايل ورافض تنزل … ويوم ما تنزل وش تعمل مشكلة..
أيه التصرف ده يا يعقوب وليه عملت كدا..!.
أجاب الأخر بكِبر ولامبالاة وهو يفرد ظهره على المقعد:-
– أنا حرّ يا عبدو أعمل إللي يريحني في مطعمي وأقعد إللي أنا عايزه، وبعدين دي بنت مش مظبوطة وممكن تسيئ للمكان ببجاحتها دي..
توسعت أعين عبد الرحمن بصدمة وهتف بغضب:-
– إنت إزاي تقول عليها كدا .. الآنسة رِفقة من زباين المكان من أكتر من سنة وإنسانة خلوقة ومحترمة..
اشتعلت نيران الغضب بأوردته وصرخ بإشمئزار:-
– خلوقة ومحترمة!!
ومالك محموق عليها ليه كدا .. أيوا من حقك هي شكلها معلقة الشباب هنا كلهم..
دي بت مش تمام من ساعة ما دخلت وهي ما شالت عينها عني وبتضحكلي وعينها في عيني بنظرات مصطنعة فيهم البراءة..