– استنى عندك..
لم يكن منه إلا أنه استدار بملامح وجه باردة، وقال باقتضاب:-
– نعم.!
استقامت بشموخ تدق عكازها الفضي بالأرض واتبعته بصوتها الذي يشبه الرعد قائلة بقسوة حُفرت على معالم وجهها قبل صوتها:-
– البيت ده ليه قوانين، وبما إنك رجعت وجيت تقعد معانا يبقى تحترم قوانينه..
دخولك ورجوعك نصّ الليل ده حاجة مش مقبولة وبلاش تكتر من حسابتك عندي علشان سجلك مليان أووي يا يعقوب باشا..
تأمل جبروتها الذي عاناه منذ طفولته واستقى منه الويلات، نمت إبتسامة ساخرة على جانب فمه ثم حك بأطراف أصابعه لحيته الشائكة وهتف ببرود وهو يصعد للأعلى:-
– أنا طالع أنام..
وعندما أكمل صعوده قابلهما ينظران له بحزن وندم فهما المسؤولان لكل ما حدث له..
أهداهم إبتسامة ساخرة وأكمل سيره نحو غرفته القاصية..
نظرت من الأعلى لتجدها جالسة بالأسفل والجمود مرتسم على محياها، همست بحزن لتقول لزوجها:-
– مش هسامح نفسي أبدًا يا حسين على سفرنا وإحنا سايبين يعقوب معاها، دماغنا كانت فين ساعتها…
طبطب على ظهر زوجته وقال بندم:-
– أمي ربت يعقوب غلط يا أم يعقوب وإحنا غلطنا غلطة لا تغتفر لما سيبنا يعقوب معاها وهو طفل على أساس إن إحنا بنبني مستقبله ومرجعناش ألا وهو شاب بعد ما فات الأوآن..