تنفست رِفقة بعمق وهي تُمسك بكف نهال هامسة بتوتر:-
– أنا مكسوفة أوي يا نهال ومتوتره …خليكِ معايا.
همست لها نهال بحنان وهم يسيران للخارج:-
– عيزاكِ تعرفي أن أنا معاكِ وفي ضهرك دايمًا ومستحيل أسيبك، واهدي وعيشي كل مشاعرك، دي كلها ساعة ويبقى جوزك على سنة الله ورسوله وقدام كل الناس…
وقف يعقوب وأعينه معلقة بالممر بلهفة ليشعر بأن العالم توقف من حوله فور أن وقعت أعينه فوقها تأتي إليه في
هالة من النقاء لا يقوى قلبه المسكين على تحملها..
اتسعت أعينه وقد فقد الشعور بمن حوله، لا يدري بالزمان ولا بالمكان… فقط كتلة البراءة تلك المجسدة بهذا الرداء الأبيض..
شعور لا تصفه كلمات، شعور أكبر من كلماته…
أسرع يُبعد عينيه عنها فإن طال الأمر دقيقة واحدة فهو لا يدري بالنتائج وسيخرج الأمر عن سيطرته..
وقفت أمامه رِفقة مخفضة الرأس ملطخة الخدين بالورد وهي تفرك يديها بتوتر شديد وقلبها ينبض بقوة جعلتها
تشعر أن من حولها يسمع تلك الطرقات المجنونة وهذا فقط عندما وصل إليها رائحة عِطره الأخّاذ…
أيعقل أن رائحة العطور تجعل القلوب تثور إلى هذا الحد المخبول..؟!
تنحنح يعقوب يستدعي صوته المبحوح ليخرج متحشرجًا وهو يقول بينما يضع بين يديها باقة من زهور الأقحوان:-