تلك السنوات الثقال وأخيرًا يشعر بالحرية، فتقع أعينه فوق وجهها الذي أضاء بشعاع من الطُهر والنقاء كان كفيل بأن يُبدد ظُلمته لأخر نقطة..
تأملها بدون تصديق، وجهها النقي الذي تُلطخه حُمرة الورد برداء الصلاة الأبيض المزركش بالزهور، تأتي على
استحياء مضطربة خافضة الرأس حتى وقفت أمامه، إنها جائزة صبره، حقًا يعقوب الأسير يستحق كل هذا النقاء والطُهر…
وزادت هي الأمر سوءًا على صبره حين ابتسمت برِقة غير مصطنعة وخجل وهمست:-
– نعم .. نهال قالت إنك عايزيني..
ابتلع ريقه وهمس يعقوب بتلقائية وهو يُترجم عن قلبه:-
– وسط حياة مليئة بالقيود، كُنتِ أنتِ الشعاع الذي انبثق ودكَّ جميع العُقد.
ارتفعت وتيرة أنفاسها ورددت بعدم فهم وهي تكتم صدمتها:-
– نعم .. مش فاهمة .. قصدك أيه.!!
تنحنح وهو يقول بتدارك:-
– مفيش .. أنا بس كنت جاي أقولك إن بكرا إن شاء الله هنروح العصر وهنكتب كتابنا في بيت خالك قدام الناس كلها وقدام الحرباية عفاف وبناتها الأفاعي .. والكل هيبقى شاهد..