ولما وصلا إلى القصر سلما عليه ولكن الغول واسمه أبو الأُسود لم يردّ السلام على ملك الجن وقال له : لا أزال أذكر ما كان بيننا من أحقاد
لكن الأمير قال: علينا أن ننسى ما جرى فنور الندى لا تستحق ما يحصل لها سأحرق الآن الصندوق وأرد لها صورتها الجميلة ثم رماه في المدفأة فإنتشر ضباب كثيف في القصر
لما إنقشع الضباب كانت الفتاة مستلقية على الأرض يغطي وجهها خصلات من شعرها الذهبي فأسرع الجميع إليها وهم يشعرون
بالفزع لكنهم ما كادوا يقتربون منها
حتى فتحت عينيها ونظرت حولها بعيونها الخضراء ولما رأت أباها أسرعت بالإرتماء في حضنه وهي تبكي وتشهق وبكى الملك حتى تبللت لحيته وهو لا يكف عن ترديد عبارات الإمتنان ثم سألته ماذا حصل يا أبي وكيف زال عني هذا السحر اللعين ؟
أجابها أبوها كان ذلك مستحيلا لولا شجاعة ذلك الفتى وأشار إلى الأمير ولما رأته إبتسمت بحياء ثم رمت نقابها على وجهها
فهم الملك أن إبنته ستحب ذلك الفتى لكنه صمت ثم سحب من جرابه منديلا من الحرير وقال للغول أبي الأسود :هذا مفتاح الكنوز وكما تعلم هناك شيئ أثمن من الذهب والفضة والزمرد وهو لك هذه المرة لن أخلف وعدي ؟
مد الغول وأخذه ثم قال : أرجو أن لا يكون في الأمر خدعة فأنا أعلم الناس بك وإذا لم أحصل على ما أريد فستسمع بأخباري
أجاب ملك الجن :لا داعي لهذا الكلام غدا إذهب لتلك المغارة وسيفتح لك المفتاح الباب وأنت أول من سيدخلها منذ مئات السنين وما فيها حلال لك Lehcen Tetouani
ثم رجع مع إبنته والأمير إلى مملكته وأمر الجن أن يستعدوا للحرب ويصعدوا فوق الجبال ويملؤوها بآلات القتال
ثم قال للأمير: ستستريح إبنتي هذه الليلة وغدا ستراها
لما طلع الصباح لم يأت إليه أحد فخرج ودار في القصر