بها ولأول مرة؛ مشاعر كثيرة متخبطه بين الغيرة، والشك، والحيرة، والغيظ.
أيعقل بأن تلك السيدة هي محبوبته التي أطلق على سلسلة مطاعمه إسمها أم زوجته..؟!
أيعقل أن تلك الفتاة هي نصفه الآخر..؟! كيف ذلك وهو لم يرتدي لمحبس زواجهم ببنصره..؟!
أيعقل أن تكون شقيقته أو تقربه فمن الواضح بإن الفارق العمري بينهم قليل فمن ينظر إلى تلك المرأة يظن بأن عمرها لا يتجاوز السبع وعشرون عامًا..! ولكن لماذا لم يخبرها بهذا من قبل فهم لهم أكثر من ساعة يتحادثون في أمور عدة فلماذا لم يذكر لها سيرة إسم تلك المرأة ولو لمرة واحدة..؟!
آلاف من الأسئلة قد دارت بخلدها بمجرد ما أن وقعت عيناها على هيئتها. شعرت للحظة بإنها بمعزل عن العالم وعن من حولها بإستثناء عقلها الذي لم يرفق بحالها ولو للحظةٍ واحدةٍ. ففاقت من بحر أفكارها المضطربه على نبرتها الناعمة وهي تحدثه بهدوء.
– Grazie, mia cara, il luogo è davvero illuminato dalla tua presenza..!
الترجمة: شكرًا، عزيزي المكان مُنير بوجودك به حقًا..!
ثم أضافت بإبتسامة باهته وهي ترمق تلك الفتاة بنظرات هادئة لكنها غامضة.
– Posso parlarti per un po’, per favore..?!
الترجمة: يمكنني التحدث إليك لبعض الوقت فضلًا..؟!
” سـلـيـم ” وهو ينقل نظرة بين تلك الجالسة أعلى الطاولة تتابعهم بفضول وبين والدته التي تنظر له شرزًا نظرات
يعلمها جيدًا مما أصابه بتوتر كبير.
– Certo, mia cara, vieni dentro e ti prendo subito..!
الترجمة: بالطبع يا عزيزتي تفضلي إلى الداخل وسألحق بكِ على الفور..!
فصوبت ” أصـالـة ” نظرات مبهمه إلى تلك الـ ” مـريـم ” نظرات عجزت الأخيرة عن تفسيرها حقًا؛ مما شكلت بداخلها علامة إستفهام كبرىٰ وكثيرًا من الشكوك والتساؤلات التي هي غير قادره على إيجاد إجابات واضحة وصريحة لها؛
ومن ثم رحلت تلك الشقراء كما لقبتها إلى الداخل وظلت تتابعها بعيناها بفضول كبير إلى أن غابت عن نظريها. فأقترب منها ” سـلـيـم ” متمتمًا بتوتر شديد وحرج.