بـِـ ” سـلـيـم ” وأخبرها أيضًا بأنه ذهب إلى رحلة للخارج وبمجرد عودته سيجعلها تطلع عليه على الفور. فقضت مُدتها وهي تعمل ليلًا ونهارًا حتى تمر تلك الأيام عليها بسلامًا وأمان. وها هي تقف وهي تحمل بين يديها عُصبه من
الأوراق تُفر من آخرىٰ إلى آخرىٰ بتركيز شديد وكأن بعملها هذا تنعزل عن العالم بأكمله. ومن حولها عُلب الدهانات وألوان الحائط من كل إتجاه وذلك المشمع الجلدي الشفاف المكسو به الأرض بأكملها. ظلت تعمل وتعمل وسط كل هذا الكم من الفوضىٰ والأتربه. كانت منهمكه في عملها بشكلًا يصعب معه الشعور بما يحدث من حولها إلا أنها
أنتفضت في فزع عندما إغتابها فجأة صوت تشعر وكأنها إستمعت إليه من قبل دون إستطاعه تحديد هوية صاحبة.
– لما كلموني عن نشاطك وحماسك للشغل مصدقتش بس في الواقع أنا مبهور جدًا بيكي..
” مـريـم ” بعدما أنتفضت في جلستها بفزع وهي تضع يديها أعلى قفصها الصدري الذي يعلوُ ويهبط بسرعة كبيرة من فرط ذعرها.
– مستر سـلـيـم..
أنا آسفة أتخضيت جدًا لأني كنت لوحدي ومحستش بوجود حضرتك..
” سـلـيـم ” بإبتسامة عريضة كشفت عن إسنانه مما جعل قلبها يهوىٰ سريعًا بين قدميها.
– أنا اللي بعتذر أني فجعتك من غير قصد..
” مـريـم ” بشرود به وهي تحدث نفسها بصمت بغرابة.
– اللّٰه ما أهو بيعتذر وچان أهو أومال ليه كان قليل الذوق المرة اللي فاتت وأتعامل بوقاحة..
ثم أضافت وهي توبخ نفسها وتعنفها بحدة.
– بس بس أنتي هتعكي تاني ولا إيه أمسكي نفسك يا مـريـم يخربيتك..
” سـلـيـم ” بغرابة من صمتها ونظراتها المبهمه له.
– بشمهندسة مـريـم أنتي كويسة..؟!
” مـريـم ” وهي تنتبه لحديثه بإبتسامة مهزوزة.
– آاااه ايوووه آاااه آااه الحمدللّٰه..
” سـلـيـم ” وهو يستشف صراعها الداخلي وأفكارها التي تراودها كما يشعر بها أمامه.
– من الواضح أنك مستغربة كلامي ومدحي ليكي لأن ده على عكس أول لقاء بينا اللي مكانش Perfect خالص..
ثم أضاف شارحًا بإبتسامة خطفت قلبها خطفًا وهو يضع يديه بداخل جوارب سرواله في وضعيه أضافت لكبريائه