– أنتي عارفة هو حاسس بإيه دلوقتي ولا إيه اللي بيمر بيه..
سـلـيـم في جواه حرب دايره من سنين مبتهداش يا صـولا..
إبنك مش العيل الصغير اللي لما الدُنيا تيجي عليه يجري أواااام يستخبىٰ في حضنك..
سـلـيـم متعري قصاد نفسه وهيفضل حاسس بطعم المُرَّ على لسانه لحد ما يثبت نسبه ويرد كرامتك وكرامته من تاني..
ساعتها بس هيبدء يفتح عيونه ويشوف طعم الدُنيا اللي طول عمره حايش نفسه عنها..
وقتها هيرفع رأسه وسط الناس كلها وهيمشي ودماغه عاليا لفوق..
” أصـالـة ” ببكاء.
– أنا شكلي كنت غلطانة لما صارحته بالحقيقة يا نـوح..
مكانش ينفع أقول لطفل صغير عمره ١٢ سنة حقيقة قاسية زيّ دي..
بدل ما يتربىٰ عالمحبة والأمان أتربىٰ عالحقد والغل ودي غلطة مني أنا بس واللّٰه ما مقصوده..
سـلـيـم دايمًا كان بيسأل عن باباه وأنا مكانش عندي حاجة أقولهاله..
كان دايمًا بيسألني ليه إسمه سـلـيـم الـعُـمـراني وليه مش إسمه على إسم باباه زيّ كل الأطفال اللي في سنه..؟!
مكانش قدامي حل تاني غير أني أصارحه صدقني..
” نـوح ” بحكمة.
– أهدي يا صـولا ومتعمليش في نفسك كده لأن مبقاش يفيد خلاص..
سـلـيـم كان من حقه يعرف حقيقة أبوه وأمه زيّ ما من حقه أنه يثبت نسبه ويقول للناس كلها أنه إبن شرعي وقانوني..
فكري بعقل يا صـولا هتلاقي مفيش حل تاني غير اللي إبنك بيعمله..
وفي صباح اليوم التالي بداخل مقر ” مطعم صـولا ” الجديد بـِـ ” الـقـاهـرة ” الذي مازال تحت التجهيز؛ كانت تجلس بكامل أناقتها على طاولة مرتبة بأحد أركان المطعم تحتسي كوب الشيكولاه الساخن بإستمتاع شديد في إنتظار