رواية وجوه الحب

­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­

كان جميع من أهل المنزل يجلسون في وجوم شديد بين البكاء والنحيب وملابسهم السوداء تُخيم على أجواء المنزل بأكمله حتى أن الخدم أيضًا مرتدون لنفس اللون كحدادًا على روح فقيدهم. فكانت ” أصـالـة ” تجلس وعبراتها تُغرق وجنتيها وهي تبكي بكاءًا مريرًا في صمت؛ وإلى جوارها تجلس ” سـهـام ” شقيقه زوجها وهي تبكي وتنوح بكاءًا

close

ينقطع له نياط القلب؛ فها هي تفقد شقيقها الأكبر والذي كان بمثابة الدرع الأمن لها ودومًا ما كانت تشعر بإحضانه بأنها بين ذراعيَّ والدها الثاني؛ ها هو الآن رحل عنها وعن الجميع وعن عالمنا بأكمله تاركًا في روحها شقًا لن ولم يستطيع الزمان ترميمه مهما حيَّيت. وعلى الجانب الآخر؛ كان ” عـابـد ” يبكي بقهرة وينوح كإمرأة فقدت زوجها

 

الذي ترك لها حزمة من الأطفال في أمانتها؛ كان يبكي وينوح مستندًا برأسه أعلى عصاه الأبانوسي الضخم؛ لا يستطيع تصديق ما حدث؛ عقله غير قادرًا على إستيعاب خبر وفاة صغيرة. يشعر وكأن عمره قد تضاعف فوق الضغف أضعافًا مضاعفة؛ وكأن الساعات تمر وهو مُزَمّكْ على نفس حالته منذ أن علم بهذا الخبر المشئوم. إلى أن

 

دلف صغيره الآخر ” مُـراد ” بعد أن أنهىٰ مراسم العزاء بأكملها وودع الأهل، والأقارب، والأصدقاء؛ وبمجرد ما أن خطت قدماه إلى الداخل وأبصر حالة الجميع التي لا تقل وصفًا عن حالته؛ حتى أقترب من والده واضعًا قبلة حانية أعلى جبهته وهو يُختخت بألم.

 

– شد حيلك يا بابا أحنا كلنا هنا بنستقوىٰ بيك..
” عـابـد ” بشجن ونبرة ملكومه وهو يرفع رأسه مواجهًا له بإنكسار.
– حيلي..

 

حيلي أتهد يا مُـراد خلاص ومبقاش فيا حيل يا أبني..
موت أخوك كسرني يا مُـراد ومش هتقوملي قومه تاني من بعده..
ثم أضاف بنيرة باكية أبكت كل من حوله.

”رواية وجوه الحب” لتكلمة الجزء التالى من الرواية اضغط هنا?⏬???

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top