– مش معقول ده خراااااب بيوت مستعجل..!
أكيد في حاجة غلط..؟!
” مُـراد ” بنبرة مبهمة.
– ده أكيد بس في حلقة مفقودة ولحد الآن محدش عنده تفسير للي حصل ده..
ثم أضاف وهو يؤكد على كل حرف يتفوه به حتى تُدركه جيدًا.
– مش عايز أي كلمة من اللي قولتها توصل لبابا يا شـهـيـرة وعايزك أنتي وسـهـام على قد ما تقدروا تبعدوا عنه الجرايد والتليفزيون وأي حاجة ممكن من خلالها يوصله الخبر وكمان متنسيش تأكدي عالولاد والخدم محدش
يجيب سيرة الموضوع ده نهائي..
” شـهـيـرة ” ببكاء وهي تُطيعه بحزن.
– حااااااضر..
بس قولي هتعمل إيه في الكارثة دي يا مُـراد وهتعوض الخسارة الكبيرة دي إزاي..؟!
” مُـراد ” وهو غير قادرًا على التفكير.
– لسه مفيش حاجة واضحة قدامنا لحد دلوقتي..
ثم أضاف وهو يقترب من فراشه ممسكًا بيديه شرشفه ومن ثم تسطح بتعب شديد وهو يختخت بإنهاك واضح.
– بكرا الصبح بدري هروح المينا إستلم شحنة القمح الجاية من فـرنـسـا وأوردها في المخازن وبعدين هيكون عندي إجتماع في الشركة مع عـاصـم ومـمـدوح والـمـحـامـي يمكن نقدر نوصل لحل للمصيبة اللي وقعت على رأسنا دي..
ثم غمغم وعيناه بدءت أن تُعلق بالنوم.
– تصبحي على خير يا شـهـيـرة..
” شـهـيـرة ” وهي تُعدل من وضعيه الغطاء عليه بحزنًا دفين.
– وأنت من أهله يا مُـراد..
ربنا يلطف بيك ويعدينا من المصيبة دي على خير..
وبالفعل في صباح اليوم التالي باكرًا قد ذهب ” مُـراد ” إلى الميناء ليستلم شحنة القمح القادمة إليه من ” فـرنـسـا ” وتم توريدها بالفعل بمخازن شركات نـجـم الـديـن وهو يترأس لكل ذلك واضعًا يديه بداخل كل تفصيلة أثناء نقل
البضاعة إلى مخازنه وما أن أنتهىٰ عمله وأطمن على أن الأوضاع أصبحت على ما يُرام حتى توجه إلى مقر الشركة الرئيسي وإجتمع بالجميع في غرفة الإجتماعات الخاصة به وبعد إجتماع دام لخمس ساعات متواصله إستطاع خلالهم مُـراد أن يصل إلى حلًا لو كان بوقتًا آخر لم يكن ليسمح به ولكن تأتي الرياح دومًا بما لا تشتهي السُفن مما
جعل الجميع في دهشة حقيقية مما يتفوه به حتى هتف به ” عـاصـم ” بعدم تصديق.
– مستحيل يا مُـراد اللي أنت بتقوله ده..؟!
أنت عارف يعني إيه شركات نـجـم الـديـن اللي إسمها بيرن في العالم كله توافق على عرض زيّ ده يا مُـراد..؟!