نظر للرجل بإستغراب فوجده يحدثه ببساطة : خُد أقرأ قرآن أنتَ محتاجله
اجتاحت زياد مشاعر الحرج من أنه ينتظر أحدهم ليُذكره بأن عليه اللجوء لله و القرآن أخذ منه المصحف و بدأ يتلو منه يقرأ الآيات و تزداد الدموع ترقرقًا فى عينيه ما تلك الغفلة التى كان بها لما كان بعيد عن ربه كل ذلك البعد الله غنىٌ عنه و هو كاد أن يفرط فى نفسه فقرأ
(ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ) “سورة طه”
فبدأ يبكى بدموع الندم ترك ذكر الله و ترك ورد القرآن لم يؤدِ إلا الصلاة
تُرى هل سيقبله ربه ؟
وجد أحدهم يربت على كتفه و كان ذات الشخص الذى ناوله المصحف و قال له بإبتسامة ( لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا ) “سورة الزمر ”
نكس زياد رأسه و قال بحزن : خايف ميقبلنيش
ربت على كتفه للمرة الثالثة وهو يقول : ربنا بيحب الإنسان الأواب عارف الأواب معناها ايه ؟
هز زياد رأسه بالنفى بينما تابع الآخر : الأواب تعنى كثير الرجوع إلى الله لو أذنبت ألف مرة أرجع لربنا توب صلى وقوله يارب سامحنى وهو مش هيردك خائب ربنا يهديك و يصلح لك حالك
قال زياد بهدوء : آمين
شكرًا ليك يا …
أبتسم الآخر و قال : زيد أسمى زيد و أنتَ ؟
= زياد
_ تشرفت بمعرفتك و إن شاء الله متكونش آخر مرة أقابلك هنا فى المسجد
____________________________
=أنا آسفة والله مخدتش بالى سامحينى
تفوهت بهذه الكلمات فتاة فى مقتبل عمرها كانت قد أصطدمت بونس مما جعل ما فى يديها يتبعثر
نظرت لها ونس و فى داخلها تود الثوران عليها لكنها تذكرت شئ وقالت فى سرها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم