بسبب فرق الحجم بينهما فقد كانت الطبيبة نحيلة بعض الشئ
خرجت من غرفتها و رفعت رأسها لتجد زياد أمامها و بجانبه يوسف قال زياد : أنتِ رايحة فين أنتِ اتجننتى
لم تعره انتباهًا بينما تحدث يوسف بهدوء غاضًا بصره : مينفعش كده يا آنسة ونس ارتاحى هنا شوية و بليل روحى
تحدثت الطبيبة بيأس و هى تهز رأسها قائلة : ياريت تقنعوها
و كأن ونس لم تستمع لثلاثتهم بل تركتهم يتحدثون و خطت خطواتها لتذهب من أمامهم فشعرت بمن يمسك بذراعها نظرت لتجده زياد يعنفها فرفعت يدها و قامت بضربه و دافعت عن نفسها قائلة : متمسكش دراعي كده يا حيوان
برغم من أن معها حق إلا أن ونسنا كادت أن تضيع حقها بإستخدامها لفظ ” حيوان ” كمصطلح لسبه و هذا من الخطأ فلابد للإنسان أن يتحلى بالأخلاق العالية فلا يسب أحد حتى لا يسبه
وضع زياد يده مكان أصابعها و نظر لها قائلاً : اووه ونس هانم مش معقول كده بقيتى عشرة على عشرة بينتى قد أيه أنتِ محترمة
نظرت له قائلة بغضب : أنا محترمة غصبًا عنك و عن أى حد ده الأحترام هو اللى ميعرفش طريقك
ضحك زياد و قال : هو أنتِ بجد فاكرة نفسك بنى آدم و هننبهر بقى و الدنيا هتبقى حلوة يا عينى تصدقى أنتِ صعبانة عليا بس هقول أى لو فيكِ الخير مكنش أهلك نبذوكى ولا صحابك كانوا بعدوا عنك
رفعت رأسها لتنظر إليه صدمتها الثانية فيه لم تتوقع أن به كل ذلك فلقد وثقت به و أمنته فخان أمانتها أمام الجميع ألتمعت الدموع فى عينيها و هى تنظر إليه بينما قالت الطبيبة بغضب : أيه اللى حضرتك بتقوله ده يا محترم أنتَ مستوعب أنتَ بتقول أيه؟
= مستوعب جدًا و كلامى كله صح و لا أيه يا فيلة هانم
ده أحنا حتى أتصلنا بأهلك علشان يجولك هنا المستشفى بس للأسف قفلوا فى وشنا
و أنهى كلامه بضحك : هو أنتِ مكروهة كده ليه أصل أنتِ مقطوعة من كل حاجة ملكيش حظ فى ولا حاجة و لعلمك أنتِ هتبقى زى ما أنتِ مش هتتغيرى علشان ساذجة و ضعيفة للأسف عايزة تعوضى النقص اللى عندك بأى حاجة