لم يبالي بصراخها وسار نحو السرايا بها فقالت بحرج:-
-هوسخلك هدومك بالطين
أجابها بجدية ونبرة خشنة:-
-دا ألطف من زعج عاصم بيه لو أتصاب حد من أفراد عائلته
صرخت بهلع بعد أن نظرت للخلف قائلة:-
-الكتب!!
لم يبالي بصراخها وهذه الفتاة البلهاء لا تهتم سوى بالكتب أم قدمها التى تورمت على الفور من سقوطها لتوحي بأنكسار عظامها ومع ذلك لا تهتم لصحتها فقط كتبها، صمتت بحرج من كلماته وأخفضت رأسها قليلًا بعد أن
شعرت بقشعريرة فى جسدها تصيبها بسبب قربه هكذا وهى تكاد تستمع لأنفاسه وتشعر بضربات قلبه المُنتظمة فى صدره، لأول مرة يلمسها رجل حتى زوجها لم يفعل ولم ينظر لها، رأت قطرات المطر تتساقط من شعره الأسود إلي وجنته ولحيته الكثيفة، كان رجوليًا وحادًا تخشي النظر له وهو كقطعة من الثلج لا يعرف شيء سوى
القتال والقوة، فتحت “ناجية” باب السرايا بعد أن طرقه لتراه يحمل “نهلة” أمامها ثم قال:-
-أعتجد أنها رجلها أتاذت
أخذتها “ناجية” منه ووضعت “نهلة” ذراعها حول أكتاف “ناجية” وحاولت الأتكاء عليها والسير للداخل فعاد “قادر”
للخارج ورأى كتابها على الأرض جمعهم ثم أعطهم لأحد الرجال كي يدخلها للسرايا من أجلها، لم يهتم أحد لما حدث لها وسمعت “حلا” بما حدث لتذهب إلى غرفة “نهلة” وكانت وحدها تضع الثلج على قدمها وتبكي من الألم لتتأفف بضيق من هؤلاء الناس الذين يسكنون هنا فقالت:-