بمنزل كبير الحجم وضخم يتكون من ثلاثة طوابق يحمل لافتة (منزل عائلةفايق) بمنتصف البلدة، صرخات عالية بقهرة مُعبأة بالخوف والذعر وتمتمة بهلع شديدة من هذه السيدة “وفاء” قائلة:-
-وووو يا ولدى، يا حسرة جلبي على شبابك اللى راح هدر يا ولد جلبي وعمري
نظر “فايق” إلى زوجته التى تصرخ وتلطم وجهها بقوة من الذعر وابنه “مصطفى” واقفًا يحدق بوالدته ببرود شديد كأنه لم يفعل شيء فقال بضيق من بكاءها على شيء لم يحدث:-
-بكفاياكِ عاد ياما محصلش حاجة لكل دا
رفعت عينيها به وهى جالسة على الأرض ورمقته بنظرة مُخيفة مُرعبة من القادم ثم وقفت “وفاء” من مكانها مذعورة وعينيها مُتسعة على مصراعيها بقوة من برود ابنها وتقدمت نحوه بخطواتها التى تشبه الزحف أرضًا ثم
قالت حينما وقفت أمامه غاضبة من تصرفاته هو ووالده:-
-جولت أيه؟محصلش حاجة !! أنت جتلت واحدة من حريم دار الشرقاوى، موخدتش بالك من مصيبتك! عاصم الشرقاوي غريب عنك أياك، ما تجوله يا فايق كيف عاصم الشرقاوي هيرد الجميل اللى ولدك عمله… دا هتبجى
رحمة منيه لو كلفته ثمن رصاصة فى رأسك يا مصطفى ما بالك لو مرحمكش
نظر “فايق” بضيق شديد إلى ابنه ثم تأفف بغضب وقال:-
-هملي يا وفاء، هو ما هيعرف بحر الدم اللى فتحه علينا وعلى البلد كلتها بمخه دا غير لما يشرب من كأس الدم دا