أمام صدرها لتقول:-
-براحتك يا عاصم خليك مقموص زى العيال الصغيرة خلبت أبنك الرضيع
رفع حاجبه إليها من تشبيهها إليه بطفله الذي لم يكمل سوى شهر من ولادته وكز على أسنانه بضيق فأزدردت
لعابها بقلق منه ونظرت للنافذة بعد أن سمعت صرير أسنانه فى أذنها…
_______________________________
جلس “حمدى” على الحظيرة بقرب الشجرة الكبيرة فى الأرض الزراعية ليلًا وأمامه دائرة النار وتصنع كوب من الشاي الساخن بنفسه حتى سمع صوت خطوات تقترب منه أكثر وألتف ليرى “مازن” فعاد لما يفعله وهو يقول:-
-تعالي يا ولدي
جلس “مازن” بجانبه صامتًا فسكب “حمدي” له كوب من الشاي وقدمه إليه وعينيه ترمق “مازن” الصامت فقال:-
-أتحدد يا مازن، مش أنت جاي عشان تتحدد
تنحنح “مازن” بحرج مما يدور فى رأسه الصغير ثم قال بلطف:-
-تعبان من حياتي يا عم حمدي
أومأ “حمدي” إليه بنعم ثم قال:-
-خابر دا زين، عاصم كيفك أكدة وجت ما تضيج به الدنيا يجي أهنا، أنتوا أكدة يا ولاد الشرقاوي، عايز تسمع منى أيه؟ أنك صح ومظلوم والدنيا جت عليك؟ لا تبجى غلطان
نظر “مازن” له بعد أن ترك الكوب من يده مُتذمرًا كأنه جاء ليسمع ما يرغب به وليس الحقيقة حتى يطمن عقله