حـIرسة Iلمقابر

-افتح بُقها، ليكون حد دسلها عمل، ولا نيلة قبل ما تدفن.

مش عارف ليه كنت بسمع كلامها، وبنفذه، وقفت قدام راس منه، وشيلت الكفن عن وشها، كان غامق شوية، وبقها مفتوح، وجسمها  مكنش اتحلل، دورت في بقها، وحواليها، ملقتش حاجة، وكنت بتعامل مع جثتها بحرص

close

شديد، لأنِ دكتور تشريح، وعارف يعني إيه احترام الجثث، بعد ما خلصت تدوير، رجعت الكفن على وشها، ولفيت بجسمي، وبصيت لحسيبة، لاقيتها واقعة عند السلالم، والكشاف بعيد عنها، وبتنهج، ومرعوبة وبتشاور ورايا، بصيت بسرعة، لاقيت منة واقفة بالكفن في وشي،

X

وعينها مفتحة كأنها عايشة، وراحت لحسيبة، ومسكتها من إيدها وشدتها ووقفتها، حسيبة فضلت تصرخ ، وتستنجد بيا، ولما حاولت أروحلها، منة زقتني بإيدها ورجعتني لورا، وبعدها زقت حسيبة من القبر  ورجعتلي، وفجأة شوفت أخوها “علي”، اللي هو ابن عمي، ولاقيت “منة” ماسكة في إيدها حبل مشنقة، وحطيته على رقبة “علي”،

 

وفضلت تخنق فيه، وم١ت.. وبعدها رجعت لمكانها، وأنا طلعت جري وخرجت من القبر بفـزع، وقَوِمت حسيبة من الأرض، ذراعها كان أزرق، وواجعها، قولتلها:
-أنا هتصرف في اللي بيحصل، ومتنزليش القبر  تاني.

 

قفلنا القبر، ومشيت، وأنا في الطريق، فهمت منة عايزه إيه ؟، منة عايزه تنتقم من أخوها، لأنه طردها في أخر أيامها وهي في أشد الحاجة للرعاية والفلوس، وأخد ورثها كله، ومرضيش يصرف على علاجها، ومحضرش عزاها، ولا دفنتها  ويوم موتها فضل يضحك في التليفون معايا،

وسافر علشان شغله كأن مافيش حاجة حصلت…. في اليوم التاني، اتصلت بيه، رد عليا بالعافية، وطلبت منه يجليي البيت في حاجة ضرورية، رفض واتحجج وقالي أنا جاي تعبان من السفر ومش قادر، فزعقت معاه، وصممت، وقدام إلحاحي، جالي.

خدته ووقفنا في الشارع، وقولتله:
-ورث أختك لازم تطلعه للخير لأنه مش حقك.

-أنت مجنون صح ؟، جايبني علشان تقولي كده ؟، وتفكرني بالمجنونة  اللي ماتت، وما صدقت خلصت منها.
-عمرك ما كنت قاسي بالشكل ده.

-أنا ماشي، وياريت لو عايزنا نفضل قرايب متجبش سيرة منة الملعونة، ربنا يجحمها.
مكنتش مصدق اللي بيقوله، وسكت، وشوية وقولتله:
-قبل ما تمشي لازم تيجي معايا مشوار.

خدته، وروحنا المقابر، وهناك حسيبة فتحتلنا البوابة، أديتها دوa لذراعها، وألف جنيه علشان تتهد شوية، وخدت منها مفتاح، ومشينا ووصلنا لقبر “منة”، فتحته وقبل ما ننزل، “علي” قالي:
-أنت عايز إيه ؟، وبنعمل إيه هنا ؟

-تحت هتلاقي باقي ورث أبوك يمكن تحتاجه.
-أنت مجنون صح أنا مش ه…
زقيته في القبر، ونزلت وراه، ونورت بكشاف الموبايل، ولسه هكلمه، لاقيته مديني ظهره وواقف قدام ججثة “منة”، ومرعوب، وعمل حمام على نفسه،
و”منة” كانت واقفة بوشها، وبتبصله وبتضحك، فَقَربت منه، لكن لاقيت حاجة ضـ،ـربتني بقوة في
صدري، وخرجتني من القبر،

 

والباب بتاعه اتقفل، وسمعت صرخات “علي”، كانت مفزعة ومخيفة، حاولت أنقذه لكن مقدرتش…. لما النهار طلع فتحت باب القبر ونزلت، ولاقيت منظر مفزع، “علي” كان……

كان متعلق في السقف بحبل مشنقة، وعينيه مفتوحة على أخرها، خوفت أقرب منه، وفضلت مرعوب، ووراه شوفت “منة” واقفة وبتضحك.. أنا مكنش قصدي ده يحصل نهائي، مكنتش متخيل إنها تقدر تقتله أصلًا، إزاي ميت يقتل واحد عايش ؟؟؟..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top