رواية نبوية المغسلة للكبار

-ميس نبوية أنا هروح أجيب العطور والمسك اللي جابهم العمدة.

-ماشي، وبلغي العمدة إننا خلصنا، علشان لو هيحضر نفسه لحاجة، صحيح هو حالته إزاي دلوقتي ؟

close

 

X

 

-حاضر، حالته صعبة، مش قادر يمشي، ومراته السكر علي عليها، مقدرتش تنزل من بيتها.

-لا حول الله، ربنا يصبرهم.

-بعد إذنك.

 

“صفية” مشيت، بعدها شيلت الصابون، وكوباية المياه، لاحظت إن التسجيل اللي مشغلين عليه القرآن اطفى، بصيت عليه، لأن كنت مدية ظهري للججث0ة، ولاحظت إن في صوت ورايا، لفيت براسي، لاقيت ججث0ة البنت قاعدة على ترابيزة التغسيل، ومدلدلة رجليها…

 

من سنة 1997 وأنا شغالة في تغسيل الجثث، وقبل ما أحكي الكلام اللي يشيب شعر الراس، لازم تفهموا طبيعة عملي، المستشفى اللي فيها، حكومي، وعلشان في ناس بسيطة، وجثث ياما بنلاقيها في الشوارع، المستشفى كمساعدة منها للناس، بتجيب الميتين هنا في المغسلة اللي في دور تحت الأرض، تغسلها ببلاش، بعدها يطلعلها إذن الدفن، ولو الجثث ملهاش أهل، أو عائلات،

 

بتدفن في مدافن الصدقة.. أما بقى لو الجثث ولاد ناس، فالمستشفى بتاخد منهم فلوس بسيطة… ولو طبعًا في شبهة جنائية، حادثة قـtـل، اغتصـaب، مشكلة يعني النيابة بتحقق فيها، الجثث بتتشرح في الدور الأول اللي فوقنا على طول، بعدها تجيلنا، تتغسل، وتتسلم للأهالي..

 

بداية القصة: وفي يوم، جاتلنا المستشفى ججث0ة لبنت غرقانة، مكملتش 18 سنة، اسمها “سعدية” بنت “عرفة العشماوي” عمدة القرية اللي عايشين فيها… أو سيادة العمدة زي ما الناس بتقوله من حبها فيه، راجل تقي، بيخاف ربنا، مافيش حد طلب منه مساعدة في مرة ورده.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top