رواية نبوية المغسلة للكبار
بداية القصة:
أنا “نبوية الفولي”، عندي 47 سنة، عايشة لوحدي في شقة بسيطة، مش متجوزة، وأبويا وأمي متوفيين من زمن، وعيلة أبويا وأمي، أغلبهم م١ت يعني أنا لوحدي من كل الاتجاهات… دايمًا فاكره أمي بالخير،
ومفتقداها أوي، خاصة إنها ما@تت بسبب الإهمال الطبي، يلا الله يرحمها…. بدأت معايا القصص المرعبة في شغلي، بحاجات بسيطة في البداية، يعني أصوات مرعبة بليل أسمعها لما أتأخر في شغلي،
حاجات بتقع في أوضة التغسيل، اللي هي مربعة وواسعة، وفيها الصابون، والمياه، والمناشف بتاعت ال@ثث..
مثلًا أبقى عاملة شاي، أروح أجيب المنشفة، وأنشف الججث0ة، وبعد ما أخلص أرجع ألاقي الشاي نصه اتشرب… ولما الدنيا كانت بتتفاقم معايا، وتبقى مرعبة بزيادة، كنت مثلًا أجي أغسل ججث0ة ست م@يتة، ألاقي عينيها فتحت فجأة لوحدها، إيديها اتحركت شمال، يمين.. وأوقات تانيه كنت بحس إن بغسل ناس لسه عايشة.
وبدأت الدنيا معايا تسوء، لما سنة 2000، حصلت حادثة شنيعة عندنا في المحافظة، شوية شباب مكملوش 20 سنة، كانوا راكبين عربية، وخارجين يوم رأس السنة، وماشيين على كوبري ترعة “الزغاليل”، علشان يعدوا للناحية التانية من القرية، فوق الترعة اللي بيستخدمها الفلاحين في ري أراضيهم الواسعة.
ولأن الكوبري كان قديم، وقعت بيهم العربية في المياه، وكلهم غرقوا… الدنيا اتقلبت، وتحقيقات في كل حتة، ولما الجهات الأمنية، اتأكدت إن مافيش شبهة جنائية، صرحوا بدفن جثث الشباب اللي وصلوا لأربعة، بنتين، وولدين، وكانوا من عيلة واحدة،
وولاد ناس، والكل بيحبهم. ججث0ة البنتين جم ليا، وكان معايا في أوضة التغسيل “صفية” زميلتي… حطينا البنتين على ترابزتين، وبدأنا نغسل فيهم، وكان يومها الساعة 7 بليل، والأوضة واسعة، والدنيا هدوء، لأننا تحت الأرض…

