كان الملك وابنه الأمير يتفقّدان أحوال الرعية، فرأيا الوالدين يبكيان، فسألهما الملك: لماذا تبكيان؟ أجابا: لقد حوّل الغول
الشرير الضخم ابنتنا إلى حجرٍ! فقال الأمير: سوف أنتقم لكما . وقال الملك: لا يا بُنيّ.. إن غول الغابة كبير، وأنت لا تستطيع
قټله! قال الأمير: إنّي مُصّر على الذهاب يا أبي . وكان الملك لا يردّ رغبة ولده لأنه كان وحيده. وشَكَرَ الوالدان الأمير، وتمنّيا له
التوفيق في مهمّته. جهّز ابن الملك متاعه وحاجيّاته التي تفيد في سفره، وذهب قاطعاً الغابة بحثاً عن الغول الشّرير. وبينما
هو سائر رأى كهفاً، فقرر أن يستريح فيه وينام. عندما دخل الكهف رأى فيه امرأةً عجوزاً، فقال لها: هل أستطيع المبيت
عندك؟ فأجابته العجوز: تفضّل على الرّحب والسّعة . كان الأمير مُتعباً، فاستلقى على فراشٍ وَجَدَهُ في ركن الكهف ونام نوماً
عميقاً. وفي الصّباح استيقظ الأمير، فوجد العجوز ما زالت نائمةً، فأخذ يقطع الحطب وأشعل الڼار ليعدّ الفطور. استيقظت
العجوز، فوجدَت كلّ شيءٍ جاهزاً فشكرته وقالت: أنتَ شابٌ طيبٌ. سوف أُلبّي كلّ طلباتك . وبعد أن انتهيا من تناول الفطور،
سألته العجوز: إلى أين أنت ذاهب في هذه الغابة المُوحشة؟ أجاب الأمير: جئتُ لأقتل الغول . فردّت العجوز: لن تستطيع .
قال: لماذا ؟ أجابت العجوزة: لأنّك لا تملك السّيف السحري والحصان الطائر . فقال الأمير: بل أستطيع قټله بسيفي القوي

