إمرأته تتلصّص عليه كل يوم وعندما رأت كل تلك الحمولة ، جاءت إليه وقالت له : يا أحمق من سيشتري كل ذلك ؟ فالقرية صغيرة ،وستفسد ،ونرجع فقراء كما كنّا ،قال : لا عليك الرزق بيد الله ،فغضبت منه ولم تعد تكلّمه .
حزن التّاجر ،وقال: قد يكون كلامها صحيحا ،لقد أردت فعل معروف في الرّجل،كان ينظر إلى النّافذة عندما حط عصفوران ،وقال أحدهما : لا بدّ أن نرحل غدا من هنا فسيتغيّر الطقس، ويحلّ برد وثلج ،ويسوء الحال هنا ،قال التاجر في نفسه : لن أبيع الآن، بعد مدّة
سترتفع الأسعار ،كلّ ما علي فعله هو الإنتظار..
كانت إمرأته تراه جالسا ،فتسبّه ،وتقول له: هيّا قم، وبع بضاعتك لعلك تسترجع جزءا من خسارتك ،لم يعد يطيق ذرعا بها ،وقال: من الأفضل أن تستعدي للبرد القارس وتعدّين لنا غطاءا دافئا وتضعين حطبا بجانب المدفئة ،وفي إنتظار ذلك دعيني وشأني،قالت، له
:سأجعلك تندم على وقاحتك أيها الأحمق…
( يتبع الحلقة الثالثة والأخيرة )
جاء الشتاء على غير عادته مبكّرا ،وكانت الأيّام باردة جدّا، ومرض النّاس ،وكثر السّعال والحمّى ،ووصف الأطباء لهم الليمون والبرتقال