إقترب ملك الجان منه،وصفّر في أذنيه ،وقال له : الآن بإمكانك الإستماع إلى الحيوانات وهي تتكلم ،وستعرف أسرارا لا تخطر على بالك ،لا تظهر أنك تفهم لأنهم سيحذرون منك ،وقد يؤذونك ،إجعل سرّك في قلبك ..إستيقظ الرّجل من نومه ،وجد القطيع يرعي
أمامه ،ولا أثر لمملكة الجنّ. قال في نفسه : لا شكّ أنّي كنت أحلم ،لكنه حلم ممتع جدا .
في طريق العودة مرّ أمام مستنقع كبير، ووجد مجموعة من الضّفادع تقفز بمرح، وقالت إحداهنّ : لولا هذا الصّندوق في القاع لما
أمكننا القفز ،إنّه قديم له مئات السنين هنا ،ومنذ زمن بعيد كان هذا المسنتقع جزءا من نهر كبير تبحر عليه السّفن، لكن جفّ كلّ شيئ ولم يبق سوى ما نراه الآن ،لقد روت جدّتي كل ذلك .أدرك التّاجرأنّ حكاية الأفعى بنت ملكة الجان حقيقية ،ومن الواضح أنّهم جعلوا له
سحرا لينام، ونقلوه إلى الغابة لكي لا يعرف مكانهم .تسائل ما هي قصّة الصندوق ؟ ما سمعته يبدو عجيبا ،على كلّ حال المستنقع ليس عميقا ،سأذهب لأرى ما فيه …
(يتبع الحلقة الثانية ) …