قالت المرأة :سأهدم البيت ،وأبني قصرا كقصور الملوك ،وسأعقد صفقات مع كبار التجار ،لم أحبّ يوما حياتك التي حرمتني فيها لتعطي لغيرك ،بعد مدة بنت قصرها ووضعت فيه ذهبها وآلات الطرب ،وعندما جاءت لتدخله إهتزت الأرض وإنخسفت بالقصر وبكل
ما فيه، ولم يبق لها شيئ .فلقد باعت أيضا الدكاكين ،والمواشي ،كل ذلك يذكرها بالفقر ،والناس البسطاء ،والآن يشاء الله أن تصبح منهم ،والأدهى أنها على وشك وضع مولودها ..
كانت تخاف أن ترجع لعائلتها لكي لا ترى العطف في عيونهم ،وتمد لهم يدها ،قالت أهلك من الجوع، ولا أسئل أحدا. الموت بعزة النفس أهون عليّ من قبول الحسنة ،جلست أمام خرائب قصرها تبكي ،وكان الناس يمرّون أمامها ولا يهتمون بها ،فيجيئ الفقراء
،ويضعون لها طعاما أو مالا وهي تتعجّب كيف يعطي الفقير ويمنع الغنيّ ؟ ،لكنها لم تأخذ شيئا
مرّت بها ثلاثة أيام على هذه الحالة حتى إشتد بها الجوع وبدأت تستعطف المارة من أجل رغيف يابس .ذات يوم مرّ التّاجر وهاله ان