هل ترغبين بالجلوس معي.
قفزت من فرحتها وقالت :
ليتك تقومين بتركي في دار أخرى ليكون لدي الكثير من الصديقات ، وسأقوم بمساعدتك بكل شيء.
كنت أعلم أن زوجي لن يقبل بوجودها فقررت الذهاب لدار الأيتام لأعلم حقيقة الأمر بعدما أخبرتني الفتاة عن إسم الدار ومكانها ،
وأنها تحب صديقاتها أو كما قالت عنهم أخواتها في الدار لكن تكره تلك الاستاذة ولا تريد العودة أبدًا.عند دخولي وجدت إحدى المربيات تجلس باكية بشدة ،
فدخلت بعدها مباشرة للمديرة وسألتها عن الأمر وأخبرتها أن أخي يعمل ضابطًا وبإمكاني تقديم شكوى وتصعيدها لأعلى جهة بشأن القسوة على الأيتام ،
فطلبت مني الهدوء ونادت على الأستاذة نرجس وتركتني معها بعدما أخبرتها بشأن تواجد جميلة معي ، قالت نرجس في ندم :
جميلة إبنتي.
صُدمت لما قالت وقلت في إستنكار :
كيف ذلك ؟ هل تقسو الأم على إبنتها وتُحضرها لدار أيتام !
ليس لها أب شرعيّ ، ولذا كان من الصعب أن أواجه المجمتع بها ،
وبسبب إقامتي بالدار لفترات طويلة لم يعلم أهلي عن جميلة شيء ،
لكني كلما رأيتها أصب غضبي وندمي على فعلتي بها فأعنفها وأضربها لأنها من سلالة ذاك الحقير ،
الذي سلبني أعز ما أملك وورطني بتلك الفتاة وذهب.أصابني الإشمئزاز من قلبها الأعمى :وما ذنبها ؟ هل تصبين غضبك وندمك على هذه البريئة التي لم يكن ذنبها سوى أنها إبنة لشخصين إنعدمت الرحمة في قلوبهم ،
أحدهم لم يعترف بها والأخرى يتمتها وهي على قيد الحياة ! ما هذا الجحود ؟
بكت وانتحبت ثم تنهدت وقالت :
إختفائها لهذه الأيام وأنا أعلم أنه بسببي جعلني لا أنام ، لم أعرف قيمتها وحبها المتواري بقلبي إلا حين رحلت ،