﴿لا تأخذه سنة ولا نوم﴾:
هذا من تمام حياته وقيوميته، أنه تبارك وتعالى (لا تأخذه سنة ولا نوم)، أي: لا يعتريه نعاس ولا نوم؛ لأنهما من أعراض البشرية، والله بخلاف ذلك.
كذلك فإن: نفي استيلاء السنة والنوم على الله تعالى تحقيق لكمال (الحياة) ودوام التدبير وإثبات لكمال (العلم)، والمراد بهذه الآية أن الله تعالى لا يدركه خلل ولا يلحقه ملل بحال من الأحوال.
﴿له ما في ٱلسمٰوٰت وما في ٱلأرض﴾:
لما كان الله سبحانه وتعالى دائم القيام في ملكه، وليس لأحد معه تعالى فيه شركة ولا لأحد عليه سلطان، قرر عز وجل قيوميته هذه بقوله (له مافي السماوات وما في الأرض)، أي: جميع من فيهما وما فيهما ملكه، يتصرف وحده بحكمته وقدرته وعنايته، وأن جميع عبيده وملكه تحت قهره وسلطانه.
﴿ من ذا ٱلذي يشفع عنده إلا بإذنه ﴾:
أي: ليس لمخلوق كائنا من كان، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل: شفاعة ولا ضراعة عند الله عز وجل إلا برضاه وبعد إذنه، فإن (الشفاعة) كلها لله وحده وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع
عنده إلا بإذنه له من الله في الشفاعة. إن الله تعالى لا يشفع عنده أحد بحق وإدلال؛ لأن المخلوقات كلها ملكه ولكن يشفع عنده من أراد هوا أن يظهر هوا كرامته عنده، فيأذن له بأن يشفع فيمن أراد.