الجميع فعدت إلى منزلي متأثرا وبي من الحزن ما يثقل كاهلي وفي اليوم التالي وبعد صلاة العصر حضرت
جنازة لشاب أظن أني أعرفه فوجهه لم يكن غريبا علي ولكن أين شاهدته لم أتذكر فنظرت إلى وجه الأب
المكلوم وأدركت أني أعرفه هو الأخر نظر إلي والدمع يتقاطر من عينيه وهو يقول يا شيخ لقد كان بالأمس
مع صديقه كان يناولك المقص والكفن بالأمس كان يقلب صديقه ويمسك بكفيه وهو الآن مثله بالأمس كان صديق
طفولته واليوم نبكيه ثم انخرط الرجل في بكاء رهيب زالت الغشاوة من على عيني تذكرته إنه نفس الشاب
الذي كان معي يبكي صديقه بالأمس سألت والده بصوت مندهش كيف ماټ قال عاد إلى بيته بعد الچنازة
وعرضت عليه زوجته الطعام فلم يستطيع تناوله وقرر أن ينام وعند صلاة العصر دخلت لتوقظه فوجدته وهنا
صمت الأب وأخذ يمسح سيل الدموع من على خديه وأكمل رحمه الله لم يستطيع أن يتحمل الصدمة في ۏفاة أعز
أصدقائه وظل يردد إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون فقلت له بصوت متثاقل وحزن دفين
اصبر واحتسب يا شيخ سأدعو الله أن يجمعه مع صديقه في الجنة يوم ينادي المولى عزوجل أين المتحابين في