اصدقاء بعد الموت

فالثاني فالثالث حتى استوقفني ذلك السؤال المبهم بتلك الورقة توقعت أن الشيخ لن يجيب لأن لا علاقة

للسؤال بموضوع المحاضرة ولكن الشيخ الجليل صمت لحظة وبصوت ملؤه التأثر بدأ يتحدث وقال في يوم من

الأيام جاءتني جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين من عمره وكان معه كثير من الشباب أقاربه يلتفون حوله

ويودعونه بأنات ودموع ولكن لفت انتباهي شاب في مثل سنه يبكي بحړقة أخذ يشاركني الغسل وهو يبكي

بغزارة ونشيج بكاءه لا ينقطع كنت أصبره كل لحظة وأذكره بعظيم الأجر والثواب في الصبر على المصائب

ولكنه كان بين البكاء وترديد كلمة إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله كان بكاؤه

يزداد وكنت أفقد معه تركيزي فقلت له إن الله أرحم بأخيك منك وعليك بالصبر يا رجل فالټفت نحوي

بدموعه المتدفقة وقال لي إنه ليس أخي اندهشت وألجمتني المفاجأة مع كل هذا البكاء والنحيب وليس

أخيك فقال الشاب نعم ليس أخي ولكنه والله كان أغلى وأعز علي من أخي لقد كانت صديق طفولتي وزميل

دراستي كنا نجلس معا بصف واحد ونلعب في ساحة واحدة كبرنا وكبرت بيننا العلاقة أصبحنا لا نفترق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top