بالقتل والطرد من قريتهم وخيروه بين التشريد والعودة إلى ملتهم التي تعبد الأشجار والجمادات ،
أفهمهم شعيب عليه السلام أن مسألة عودته إلى ملتهم ليست ضمن المسائل الواردة في المفاوضات ، فهو
يدعوهم إلى ملة التوحيد بالله فكيف يدعونه إلى الشرك والكفر بالله. استمر الصراع بين أهل مدين
ونبيهم شعيب عليه السلام حتى طالبوه بأن يسقط عليهم العذاب إن كان من الصادقين فأوحى الله إليه أن
يخرج المؤمنين ويخرج معهم من القرية فخرج شعيب عليه السلام وجاء أمر الله تعالى «ولما جاء أمرنا
نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم
يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود .
هى صيحة واحدة ، صوت جاءهم من غمامة أظلتهم ،
ولعلهم فرحوا بما تصوروا أنها تحمله من المطر ، ثم فوجئوا أنهم أمام عذاب عظيم ليوم عظيم ، فقد
أدركتهم صيحة جبارة جعلت كل واحد فيهم يجثم على وجهه وهو في مكانه ، صعقت الصيحة كل مخلوق حتى لم
يستطع أن يتحرك أو يجري أو يختبئ . وانتهى قوم شعيب .