ينفخ عليه بالمناخ ليشتعل. وقال له:
يا حدّاد يا خبير..
يا نافخ الكير، أعطني فأساً.
وقف الحدّاد، مسح عرقه بقفا كفّه
ثم قال: أمعك نقود؟ الحفيد كفّيه في جيبيه، وأخرجهما فارغتين. وقال:
لا.. أنا لا أملك نقوداً.
رد الحداد متعجبا:
إذاً.. كيف سأعطيك الفأس؟!
دمعت عيناه، واستدار راجعاً..
فنَاداه الحدّاد:
يا فتى.. تعال، احكِ لي ماهي قصّتك.. ولماذا تريد
الفأس؟
مسح الصبي دموعه بطرف كمّه ونشق قائلاً: جدّتي ڠضبت
منّي. تكلّمني إلاَّ إذا صنعت لها رغيفاً مدوَّراً.
ذهبت إلى التّنور فطلب حطباً، والحطب في الجبل،
والجبل بحاجة إلى فأس، والفأس موجودة عندك.
ابتسم الحدّاد، اقترب من الصبي مربّتاً على كتفيه،
قائلاً:
ما دمت تريد إرضاء جدّتك، فأنا سأعطيك الفأس،