(أو قال: شيئًا )
فقال أبو عبيدة :
يا أمير المؤمنين ، إن هذا سيبلِّغنا المقيل (سيكفينا)
وقد أرسل إليه عمر أربعمائة دينار مع غلامه ، وقال للغلام : اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح – رضي
الله عنه – ثم انتظر في البيت ساعة حتى ترى ما يصنع
فذهب بها الغلام إليه ، فقال لأبي عبيدة : يقول لك
أمير المؤمنين : اجعل هذه في بعض حاجتك ، فقال أبو عبيدة : وصله الله ورحمه ،
ثم قال : تعالي يا جارية ، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان ، وبهذه الخمسة
إلى فلان حتى أنفذها .
وفي سنة (18) هـ أرسل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه
– جيشًا إلى الأردن بقيادة أبي عبيدة بن الجراح ،
ونزل الجيش في عمواس بالأردن ، فانتشر بها مرض
الطاعون أثناء وجود الجيش وعلم بذلك عمر ، فكتب إلى أبي عبيدة يقول له : إنه قد عرضت لي حاجة ،
ولا غني بي عنك فيها ، فعجل إلي .
فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب عرف أن أمير المؤمنين
يريد إنقاذه من الطاعون فتذكر قول النبي : “الطاعون شهادة لكل مسلم”