وأقبل الرسول ﷺ في أصحابه حتى نزلوا بالوادي . وكان الوقت قبيل الفجر ، والظلام يخيم على وادي
حنين السحيق . وفوجئ المسلمون بوابل من السهام تنهال عليهم من كل مكان . فاهتزت صفوفهم ، وفر
عددٌ منهم .
ولما رأى الرسول ﷺ هزيمة المسلمين
أمر الرسول ﷺ العباس أن ينادي في الناس ، فقال : يا معشر الأنصار، ويا معشر المهاجرين ، يا أصحاب
الشجرة . فحركت هذه الكلمات مشاعر الإيمان والشجاعة في نفوس المسلمين ،
نادى فيهم رسول الله ﷺ وهو يقول :
” أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ..”♥🍃
فأجابوه : لبيك يا رسول الله لبيك .
وانتظم الجيش مرةً أخرى ، واشتد القتال . وأشرف
الرسول ﷺ على المعركة . وما هي إلا ساعة حتى انهزم المشركون ، وولوا الأدبار تاركين النساء
والأموال والأولاد . وأخذ المسلمون ينهمكون في تكثيف الأسرى وجمع الغنائم . وبلغ عدد الأسرى من الكفار
في ذلك اليوم ستة آلاف أسير .
وهكذا تحولت الهزيمة إلى نصر بإذن الله تعالى .